للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"البقرة"، فلما نهاه قرأ "اقتربت"، وهي طويلة بالنسبة إلى السورة التي أمره أن يقرأ لها، كما سيأتي، ويحتمل أن يكون النهي أوّلاً وقع لما يخشى من تنفير بعض يدخل في الإسلام، ثم لما اطمئنت نفوسهم بالإسلام ظن أن المانع زال، فقرأ باقتربت؛ لأنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بالطور، فصادف صاحب الشغل.

وجمع النووي باحتمال أن يكون قرأ في الأولى بالبقرة، فانصرف رجل، ثم قرأ اقتربت في الثانية، فانصرف آخر، ووقع في رواية أبي الزبير عند مسلم: "فانطلق رجل منا"، وهذا يدل على أنه كان من بني سلِمَة، ويقوي رواية من سماه سليمًا. والله أعلم. انتهى ما في "الفتح" (١).

(وقد أقيمت الصلاة) اختلفت الروايات في تعيين تلك الصلاة، ومعظم الروايات أنها العشاء، ووقع من رواية محارب بن دثار الآتية ٦٣/ ٩٨٤ أنها المغرب، وظاهر صنيع المصنف يميل إلى الجمع بالحمل على تعدد القصة، فإنه بوب للقراءة في المغرب بـ"سبح اسم ربك الأعلى"، فأورد الحديث من طريق سيفان، عن محارب. ثم بوب للقراءة في العشاء الاخرة بـ"سبح اسم ربك الأعلى"، فأورد الحديث من طريق الأعمش، عن محارب.


(١) فتح جـ ٢ ص ٤٢٦ - ٤٢٧.