للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يبايعوا أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم. والظاهر أنه لم يطلع على المراجعة المتقدمة، وفهم من الأمر له بذلك تفويض الأمر له في ذلك، سواء باشر بنفسه، أو استخلف.

قال القرطبي رحمه الله: ويستفاد منه أن للمستخلف في الصلاة أن يستخلف، ولا يتوقف على إذن خاص له بذلك. انتهى (١).

(فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نفسه خفة) قال السندي رحمه الله: أي فلما دخل في أن يصلي بالناس، أي في منصب الإمامة، وتقرر إمامًا لهم، واستمر على ذلك أيامًا، وجد النبي -صلى الله عليه وسلم- من نفسه خفة في بعض تلك الأيام، أو لما دخل في الصلاة في بعض تلك الأيام وجد -صلى الله عليه وسلم- نفسه خفة. وليس المراد أنه حين دخل في تلك الصلاة التي جرى في شأنها الكلام وجد في أثنائها خفة من نفسه، فلا تنافي هذه الرواية الروايات الأُخَر لهذا الحديث. انتهى (٢).

وقال في "الفتح": ظاهره أنه -صلى الله عليه وسلم- وجد ذلك في تلك الصلاة بعينها، ويحتمل أن يكون ذلك بعد ذلك، وأن يكون فيه حذف، وأوضح منه رواية موسى بن أبي عائشة: "فصلى أبو بكر تلك الأيام، ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجد من نفسه خفة". وعلى هذا لا يتعين أن تكون الصلاة المذكورة هي العشاء. انتهى.


(١) فتح جـ ٢ ص ٣٦٤ - ٣٧٥.
(٢) شرح السندي جـ ٢ ص ١٠٠.