(ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجد من نفسه خفة، فجاء يهادى بين رجلين) أي يعتمد على رجلين متمايلاً في مشيه من شدة الضعف (أحدهما العباس) بن عبد المطلب، عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، المتوفى سنة ٣٢ أو بعدها، وهو ابن ٨٨ سنة، والرجل الآخر هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما يأتي قريبًا.
(لصلاة الظهر) قال في الفتح: هو صريح في أن الصلاة المذكورة كانت الظهر، وزمحم بعضهم أنها الصبح، واستدل بقوله في رواية أرقم ابن شُرَحْبيل، عن ابن عباس:"وأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القراءة من حيث بلغ أبو بكر". هذا لفظ ابن ماجه، وإسناده حسن، لكن في الاستدلال به نظر، لاحتمال أن يكون -صلى الله عليه وسلم- سمع لما قرب من أبي بكر الآية التي كان انتهى إليها خاصة، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يُسمِع الآية أحيانًا في الصلاة السرية، كما سيأتي من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.
ثم لو سلم، لم يكن فيه دليل على أنها الصبح، بل يحتمل أن تكون المغرب، فقد ثبت في الصحيحين عن أم الفضل بنت الحارث، قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بـ {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا}[المرسلات: ١] ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله. وهذا لفظ البخاري.
قال الحافظ: لكن وجدت بعدُ في النسائي أن هذه الصلاة التي ذكرتها أم الفضل كانت في بيته، وقد صرح الشافعي بأنه -صلى الله عليه وسلم- لم يصل بالناس في مرض موته في المسجد إلا مرة واحدة، وهي هذه التي صلى