للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن صلاة الجماعة تساوي صلاة المنفرد، وتزيد عليها العدد المذكور، فيكون لمصلي الجماعة ثواب ست، أو ثمان وعشرين من صلاة المنفرد. انتهى (١). والله تعالى أعلم.

المسألة السادسة: قال الحافظ ولي الدين العراقي رحمه الله: استدل بهذا الحديث بعض المالكية للمشهور عن مالك أنه لا فضل لجماعة على جماعة؛ لأنه جعل الجماعة كلها بسبع وعشرين وخمس وعشرين، ولم يفرق بين جماعة وجماعة، وذهب الشافعي، والجمهور إلى أن الجماعات تتفاوت، لما روى أبو داود، والنسائي (٢)، وابن ماجه من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى".

وليس في حديث الباب حجة لمن تعلق به في تساوي الجماعات، لأنا نقول: أقل ما تحصل به الجماعة محصل للتضعيف، ولا مانع من تضعيف آخر بسبب آخر من كثرة الجماعة، أو شرف المسجد، أو بعد طريق المسجد، أو غير ذلك. والله تعالى أعلم. انتهى كلام ولي الدين رحمه الله تعالى (٣)، والله سبحانه وتعالى أعلم، وهو حسبنا،


(١) فتح جـ ٢ ص ٣٤٩.
(٢) يأتي للمصنف برقم ٤٥/ ٨٤٣.
(٣) طرح جـ ٢ ص ٣٠٠ - ٣٠١.