للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بطنه. انتهى (١).

(والصف الأول على مثل صف الملائكة) مبتدأ وخبر، يعني أن الصف الأول -وهو الذي يلي الإِمام على الراجح، كما تقدم البحث عنه ٢٩/ ٨١٧ في الفضل والقرب من الله تعالى، والبعد من الشيطان كمثل صف الملائكة عند ربهم. وقال السندي رحمه الله تعالى: "على مثل صف الملائكة" أي على أجر، أو فضلٍ، هو مثل أجر صف الملائكة، أو فضله. وظاهره أن الملائكة أكثر أجرًا وفضلاً من بني آدم، فليتأمل انتهى (٢).

(ولو تعلمون فضيلته) قال الفيّوميّ: والفضيلة، والفضل: الخير، وهو خلاف النقيصة، والنقص. اهـ. والمراد به هنا: الثواب المترتب عليه (لابتدرتموه) أي سبق كل منكم على آخر لتحصيله.

وفي قوله: "ولو يعلمون" "ولو تعلمون" فيهما مبالغة، حيث عَدَلَ من الماضي إلى المضارع، إشعارًا بالاستمرار، ذَكَرَ أوّلاً فضيلة الجماعة، ثم ترقى منه إلى بيان فضيلة الصف الأول، ثم إلى بيان كثرة الجماعة بقوله: "وصلاة الرجل" إلخ. أفاده في "المرقاة" (٣).

(وصلاة الرجل مع الرجل أزكى) أي أكثر ثوابًا، من الزكاة بمعنى


(١) المصباح جـ ١ ص ١٢٠.
(٢) شرح السندي جـ ٢ ص ١٠٥.
(٣) جـ ٣ ص ١٥٤.