للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأفعل التفضيل يدلّ على أن الصلوات كلها ثقيلة على المنافقين، كما يدل عليه قوله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى} الآية [التوبة: ٥٤] (١).

(ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا) ولأبي داود: "ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما" بالخطاب.

يعني أنه لو يعلم المنافقون ما أُعِدَّ لمن صلى هاتين الصلاتين جماعة في المسجد من الأجر والثواب الزائد على غيرهما من الصلوات، لمزيد المشقة فيهما، لجاءوا إلى المسجد لأدائهما جماعة، ولو كان المجيء حبوا على الركب. فـ"حبوا" خبر لـ" كان" المحذوفة مع اسمها، وهو شائع في كلام العرب بعد "لو" و"إنْ" كما قال ابن مالك رحمه الله في الخلاصة:

وَيَحْذِفُونَهَا وَيُبْقُونَ الْخَبَرْ … وَبَعْدَ إِنْ وَلوْ كَثِيرًا ذَا اشْتَهَرْ

ويجوز أن يكون التقدير: ولو يأتونهما حبوًا، أي حابين، تسمية بالمصدر. أفاده الطيبي رحمه الله.

و"الحبو" قال المجد رحمه الله: وحَبَا الرجُلُ حُبُوًّا، كسُمُوٍّ: مشى على يديه وبطنه، وحبا الصبي حَبْوًا، كسَهْوٍ: مشى على استه. انتهى باختصار (٢). وقال الفَيُّوميّ: حَبَا الصغير، يحبو حَبْوًا: إذا درج على


(١) أفاده في المنهل جـ ٤ ص ٢٤٤ - ٢٤٥.
(٢) "ق" ص ١٦٤٢.