للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث

(عن أبي المليح) تقدم الخلاف في اسمه (عن أبيه) أسامة بن عمير الهذلي رضي الله عنه، أنه (قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحنين) وفي رواية ابن أبي شيبة: "عام الحديبية، أو حنين"، وفي رواية لابن حبان من طريق أبي قلابة، عن أبي المليح: "زمن الحديبية" (فأصابنا مطر، فنادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن صلوا في رحالكم) "أن" يحتمل أن تكون تفسيرية، ويحتمل أن تكون مصدرية، فتكون الجملة في تأويل المصدر مجرورة بحرف جر مقدر، أي بالصلاة.

و"الرحال" بالكسر جمع رَحْلٍ بفتح، فسكون. قال الفيومي رحمه الله: وَرَحْلُ الشخصِ: مأواه في الحضر، ثم أطلق على أمتعة المسافر؛ لأنها هناك مأواه. انتهى (١). ثم إن هذا النداء يحتمل أن يكون في خلال الأذان، وأن يكون بعده.

فقد أخرج الشيخان عن عبد الله بن الحارث، قال: خطبنا ابن عباس في يوم رَدْغٍ (٢) فلما بلغ المؤذن حي على الصلاة، فأمره أن ينادي: "الصلاة في الرحال"، فنظر القوم بعضهم إلى بعض، فقال: فعل هذا من هو خير منه، وإنها عزمة.


(١) المصباح جـ ١ ص ٢٢٢.
(٢) الردغ، ويقال الرزغ: الطين القليل من مطر، أو غيره. وقيل: الردغة: الوحل، والرزغة أشد منها.