(وما أنا من المشركين) بيان للحنيف، وإيضاح لمعناه، والمشرك يطلق على كل كافر، من عابد وثن، أو صنم، ويهودي، ونصراني،
ومجوسي، وزنديق، وغيرهم.
(إِن صلاتي، ونسكي، ومحياي، ومماتي لله رب العالمين) تقدم تفسير هذه الجملة في الباب السابق (لا شريك له) حال من "الله"، أي حال كونه لا شريك له في هذه الأمور (وبذلك أمرت) أي أمرني الله تعالى بالمذكور من التوحيد والإخلاص (وأنا من المسلمين) أي المستسلمين لأمر الله، الخاضعين له، المنقادين لطاعته.
وفي بعض النسخ "وأنا أول المسلمين"، وهو الذي في "الكبرى"، وهو أيضًا ثابت في بعض روايات مسلم.
قال الشافعي رحمه الله: لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان أول مسلمي هذه الأمة.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وقوله عز وجل: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} قال قتادة: أي من هذه الأمة. وهو كما قال، فإن جميع الأنبياء قبله كلهم كانت دعوتهم إلى الإسلام، وأصله عبادة الله وحده لا شريك له. انتهى (١).
قال العلامة الشوكاني رحمه الله: قال في "الانتصار": إن غير النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما يقول:"وأنا من المسلمين". وهو وَهَمٌ، منشؤه توهم أن