معنى "وأنا أول المسلمين" أني أول شخص اتصف بذلك بعد أن كان الناس بمعزل عنه، وليس كذلك، بل معناه المسارعة في الامتثال لا أمره به، ونظيره:{قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}[الزخرف: ٨١]، وقال موسى عليه الصلاة والسلام:{وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}[الأعراف: ١٤٣].
قال الجامع عفا الله عنه: إن اعتراض الشوكاني غير واضح، فما قاله في "الانتصار" هو الأولى، ولا سيما وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قاله، كما تقدم. والله أعلم.
قال: وظاهر الإطلاق أنه لا فرق في قوله: "وأنا من المسلمين"، وقوله:"وما أنا من المشركين" بين الرجل والمرأة، وهو صحيح على إرادة الشخص. وفي المستدرك للحاكم من رواية عمران بن حصين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لفاطمة:"قومي، فاشهدي أضحيتك، وقولي: إن صلاتي ونسكي" - إلى قوله:"وأنا من المسلمين"، فدلّ على ما ذكرناه. انتهى كلام الشوكاني رحمه الله تعالى. (١)
(اللهم) قال الأزهري: فيه مذهبان للنحويين: قال الفرّاء: هي في الأصل يا الله أُمَّنَا بخير، فكثرت في الكلام، واختلطت، فقيل:
اللهم، كما قالوا: هَلُمَّ، وأصلها:"هل" ضُمّ إليها "أُمَّ"، ثم تركت منصوبة الميم. وقال الخليل: معناه: يا ألله، والميم المشددة عوض عن "يا" النداء، والميم مفتوحة لسكونها، وسكون الميم قبلها، ولا يجمع