للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سلم، فيقال: إنه منادى صورة، فله حكمه. انتهى (١).

(أنت الملك) أي القادر على كل شيء، المالك الحقيقي لجميع المخلوقات (لا إِله إِلا أنت) أي لا معبود بحق غيرك (أنا عبدك) أي معترف بأنك مالكي، ومدبري، وحكمك نافذ فِيَّ. وفي رواية مسلم: "أنت ربي، وأنا عبدك". (ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي) اعتراف بما يوجب نقص حظ النفس من ملابسة المعاصي تأدبًا، وأراد بالنفس هنا الذات المشتملة على الروح (٢). وقال الأزهري: اعتراف بالذنب، قدمه على مسألة الله عز وجل المغفرة، كما علَّمَ آدم عليه السلام عند خطيئته أن يقول: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: ٢٣] وقال تعالى حكاية عن آدم: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} [البقرة: ٣٧]. انتهى (٣).

(فاغفر لي ذنوبي جميعًا) أي استرها بعفوك، ولا تؤاخذني (لا يغفر الذنوب إِلا أنت) جملة تعليلية لطلبه أن يغفر له جميع ذنوبه، أي

لأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

(واهدني لأحسن الأخلاق) أي أرشدني لصوابها ووفقني للتخلق


(١) انظر شرح العلامة الأشموني على ألفية ابن مالك مع حاشية الصبان في باب النداء جـ ٣ ص ١٤٧.
(٢) "نيل الأوطار" جـ ٣ ص ٣٢.
(٣) "الزاهر" في شرح غريب ألفاظ الشافعي للأزهري ص ٢٢٥ بنسخة "الحاوي الكبير".