بها (لا يهدي لأحسنها إِلا أنت) جملة تعليلية لطلب الهداية، كما مر نظيره آنفًا (واصرف عني سيئها) أي أبعد عني قبيحها (لا يصرف عني سيئها إِلا أنت) جملة تعليلية أيضًا.
(لبيك) قال النووي رحمه الله: قال العلماء: معناه: أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة. انتهى. وقال الأزهري رحمه الله: أي أقمت على طاعتك إقامة بعد إقامة، يقال: لَبَّ بالمكان، وألَبَّ: إذا أقام به، لبّاً، وإِلْبَابًا. فأصل "لبيك" لَبَّيْنِ، فحذفت النون للإضافة، كما قال ابن مالك رحمه الله في "الخلاصة":
واللَّبُّ: الإقامة على الطاعة. قاله الأزهري رحمه الله تعالى.
وقال العلامة الرضي: أصل "لبيك" أُلِبّ لك إِلْبَابين، أي أقيم على طاعتك وإجابتك إقامتين، من ألَبَّ بالمكانَ: إذا أقام به، فحذف الفعل، وأقيم المصدر مقامه، فصار إلْبَابين لك، ثم حذفت زوائده، وحذف الجار، وأضيف للضمير، كلُّ ذلك ليسرع المجيب إلى سماع خطاب مناديه. انتهى (١).
(وسَعْدَيك) أي مساعدة لأمرك بعد مساعدة، ومتابعة لدينك الذي ارتضيته بعد متابعة. ولا تستعمل إلا بعد "لبيك" لأنها توكيد لها.
(١) انظر حاشية الخضري على شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك جـ ٢ ص ٨.