للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المختار، وأنس، وأن أنسًا أحد المكثرين السبعة، وآخر من مات بالبصرة من الصحابة رضي الله عنهم. والله تعالى أعلم.

(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه، أنه (قال: بينما) هي "بين" زيدت عليها "ما" وهي ظرف بمعنى المفاجأة، ومثلها "بينا"، ويضافان إِلى جملة من فعل وفاعل، ومبتدإ وخبر، ويحتاجان إلى جواب يتم به المعنى، والأفصح في جوابهما ألا يكون فيه "إذ"، و"إذا"، وقد جاءا في الجواب كثيرًا، تقول: بينما زيد جالس دخل عليه عمرو، وإذ دخل عليه. أفاده ابن منظور (١). وجوابها هنا مقرون بـ "إذ" وهو قوله: "إذ أغفى".

(ذات يوم) "ذات" هنا مقحمة، أي يومًا من الأيام. وقال الزمخشري: هو من إضافة المسمى إلى الاسم (بين أظهرنا) أي بيننا.

وفي التفسير في الكبرى -١١٧٠٢ - بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم بين أظهرنا في المسجد" … ونحوه لمسلم.

يقال: هو نازل بين ظَهرَيهم، وبين ظَهرانَيهم، وبين أظهرهم: أي بينهم. قال ابن الأثير رحمه الله: تكررت هذه اللفظة في الحديث، والمراد به أنه أقام بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد لهم، وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدًا، ومعناه أن ظهرًا منهم قُدَّامه، وظهرًا وراءه، فهو مكنوف من جانبيه، ومن جوانبه إذا قيل: بين أظهُرهم، ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم. أفاده ابن منظور رحمه الله تعالى (٢).


(١) "لسان العرب" باختصار جـ ١ ص ٤٠٥.
(٢) "لسان" جـ ١ ص ٢٧٦٧.