للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فهذه الآية بيني وبين عبدي) وفي رواية مسلم: "هذا بيني وبين عبدي"، ولأبي داود: "فهذه بيني وبين عبدي"، وإنما كانت بين الله عز وجل وبين عبده، لأن بعضها تعظيم لله، وهو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، وبعضها استعانة للعبد بربه على أموره، وهو: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.

(ولعبدي ما سأل) هذا وعد من الله تعالى لعبده أن يعطيه ما سأله من العون على أموره.

(يقول العبد: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} قراءة الجمهور بالصاد، وقرئ "السراط" بالسين، وقرئ بالزاي. قال الفراء: وهي لغة

بني عُذْرةَ، وبني كَلْب (١).

قال العلامة القرطبي رحمه الله: "اهدنا": دعاء ورغبة من المربوب إلى الرب، والمعنى: دُلَّنا على الصراط المستقيم، وأرشدنا إليه، وأرنا طريق هدايتك الموصلة إلى أنسك وقربك. قال بعض العلماء: فجعل الله جل وعز عُظْم الدعاء، وجملته موضوعًا في هذه السورة، نصفها فيه مجمع الثناء، ونصفها فيه مجمع الحاجات، وجعل هذا الدعاء الذي في هذه السورة أفضل من الذي يدعو به الداعي، لأن هذا الكلام قد تكلم به رب العالمين، فأنت تدعو بدعاء هو كلامه الذي تكلم به.

وفي الحديث: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" (٢). وقيل:


(١) "تفسير ابن كثير" جـ ١ ص ٢٨.
(٢) حديث حسن، أخرجه أحمد، والترمذي، والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.