للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مِّنَ اللَّهِ} [البقرة: ٦١]، وقوله: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}. وقال في النصارى: {قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: ٧٧]. وقيل: "المغضوب عليهم": المشركون. و"الضالين": المنافقون. وقيل غير ذلك (١).

قال الجامع عفا الله عنه: القول الأول هو الأصح الأحق بالاتباع؛ لأنه تفسير ممن قال الله تعالى له: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: ٤٤]- صلى الله عليه وسلم -، {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: ١٤]. والله تَعَالَى أعلم بالصواب.

(فهؤلاء لعبدي) أي هذه الآيات مختصة بالعبد؛ لأنها دعاء بالتوفيق إلى صراط من أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، والعصمة من صراط من غَضبَ الله عليهم، ولعنهم، وجعل منهم القردة والخنازير، وصراط منَ أضلوا كثيرًا، وضلوا عن سواء السبيل.

(ولعبدي مما سأل) وعد من الله الكريم سبحانه وتعالى أن يجيب عبده بإعطاء ما سأله، وقد قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: ٩]، فهنيئا للعبد الموفق لهذا الفضل {وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [البقرة: ١٠٥]. اللهم اجعلنا هداة مهديين، غير ضالين، ولا مضلين. آمين. والله تعالى


(١) المصدر السابق.