{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم} قرأ الجمهور "غيرِ" بالجر على النعت، قال الزمخشري: وقرئ بالنصب على الحال، وهي قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعمر بن الخطاب، ورويت عن ابن كثير، وذو الحال الضمير في "عليهم"، والعامل "أنعمت عليهم" ممن تقدم وصفهم ونعتهم، وهم أهل الهداية، والاستقامة، والطاعة لله ورسله، وامتثال أمره، وترك نواهيه، غير صراط المغضوب عليهم، وهم الذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحق، وعدلوا عنه، ولا صراط الضالين، وهم الذين فقدوا العلم، فهم هائمون في الضلالة، لا يهتدون إلى الحق، وأكد الكلام بـ "لا" ليدل على أن ثَمَّ مسلكين قاصدين، وهما طريقة اليهود والنصارى.
وقد زعم بعض النحاة أن "غير" هنا استثنائية، فيكون هذا منقطعًا لاستثنائهم من المنعم عليهم، وليسوا منهم، وما تقدم أولى. وزعم
بعضهم أن "لا" في قوله تعالى: {وَلَا الضَّالِّينَ} زائدة، والصحيح ما تقدم. أفاده ابن كثير رحمه الله تعالى.
اختلف في "المغضوب عليهم" و "الضالين" من هم؟، فالجمهور أن "المغضوب عليهم" هم اليهود، و"الضالين" هم النصارى. وجاء ذلك مفسرًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث صحيح من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه، أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، والترمذي في جامعه، ويشهد لهذا التفسير قوله سبحانه في اليهود: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ