السماء) جار ومجرور صفة لـ "باب". ولفظ مسلم:"هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قطّ إلا اليوم".
(ما فتح قطّ) أي في الزمان الماضي. وفيها لغات، يقال: ما رأيته قَطُّ -بفتح القاف، وضمها، وضم الطاء المشددة، ويخففان، وقَطٍّ -بفتح القاف، وكسر الطاء الشددة: بمعنى الدهر، مخصوص بالماضي، أي فيما مضى من الزمان، أو فيما انقطع من عمري. أفاده المجد في "ق"(١).
وقد نظم شيخنا عبد الباسط بن محمد البُورَنِيّ الْمِنَاسِيّ رحمه الله لغاتها، فقال:
(قال: فنزل منه ملك) أي نزل من ذلك الباب الذي لم يفتح قبل ذلك الوقت ملك. ولمسلم:"قال: فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قطّ إلا اليوم، فسلم، وقال: أبشر … "(فقال) أي ذلك الملك (أبشر) من الإبشار رباعيًا (بنورين أوتيتهما) بالبناء للمفعول، ومثله "لم يؤتهما"، أي افَرحْ بسبب نورين أعطيتهما (لم يؤتهما نبي قبلك؛ فاتحة الكتاب) بالرفع بدل من "نورين"، أو خبر لمحذوف، أي أحدهما فاتحة الكتاب،
(١) "ق" ص ٨٨٢. وعبارته فيه: وما رأيته قَطُّ، ويضم، يخففان، وقَطٍّ مشددة مجرورة: بمعنى الدهر، مخصوص بالماضي، أي فيما مضى من الزمان، أو فيما انقطع من عمري. اهـ.