ففي هذا دلالة على أن من ترك الجهر بالقراءة خلف الإمام سمي ساكتًا منصتًا لقراءة الإمام، وإن كان يقرأ في نفسه. انتهى.
وقال الحافظ الزيلعي رحمه الله في "نصب الراية": روي: "وإذا قرأ فأنصتوا" من حديث أبي موسى، ومن حديث أبي هريرة رضي الله
عنهما.
أما حديث أبي موسى فرواه مسلم في "صحيحه"، فقال: حدثنا أبو غسان المِسْمَعي، ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا جرير، عن سليمان التيمي، عن قتادة بهذا الإسناد مثله. يعني حديث قتادة، عن يونس بن جبير، عن حِطَّان بن عبد الله الرقاشي، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر حديث: "إذا كبر الإمام فكبروا"، وفيه قصة.
قال مسلم: وفي حديث جرير من الزيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا"، ثم قال: قال أبو إسحاق -يعني صاحب مسلم-: قال أبو بكر ابن أخت أبي النضر في هذا الحديث -أي طعن فيه- فقال مسلم: تريد أحفظ من سليمان التيمي؟ فقال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة -يعني "وإذا قرأ فأنصتوا"؟ فقال مسلم: هو عندي صحيح، فقال: لمَ لم تضعه ها هنا؟ فقال: ليس كل شيء صحيح عندي وضعته ها هنا، إنَما وضعت ها هنا ما أجمعوا عليه. انتهى كلام مسلم.