الأنبياء؛ لأن البركة لاقية لهم، ولما كان الحمد يناسبه المعنيان جمعهما (١).
(كما يحب ربنا، ويرضى) أي حمدًا موصوفًا بما ذكر، وبأنه مماثل للحمد الذي يحبه الله سبحانه، ويرضاه، فالجار والمجرور متعلق
بمحذوف، حال من "حمدًا".
قال في "الفتح": وأما قوله: "كما يحب ربنا، ويرضى"، ففيه من حسن التفويض إلى الله تعالى ما هو الغاية في القصد. انتهى.
(فلما صلى سول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف) أي سلم من الصلاة، وأقبل على الناس (فقال:"من التكلم في الصلاة؟ ") "من" اسم استفهام في محل رفع بالابتداء، و"المتكلم" خبره، و"في الصلاة" متعلق به، أي من هو الشخص الذي تكلم بهؤلاء الكلمات (فلم يكلمه أحد) أي لم يُجِبِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أحد من الصحابة الحاضرين تلك الصلاة، خوفًا على المتَكلَم لظنهم أنه أتى بما لا ينبغي، وأن استفهام النبي - صلى الله عليه وسلم - للإنكار عليه (ثم قالها الثانية) أي قال الجملة المذكورة المرة الثانية ثم بَيَّنَ الضمير بقوله: (مَنِ التكلمُ في الصلاة) فهذه الجملة بدل من الضمير المنصوب في "قالها"، وهو مما عاد الضمير فيه على متأخر لفظا ورتبة، وهي ست مسائل جمعتها بقولي:
(١) ذكره في الفتح، وقال: كذا قرره بعض الشراح، ولا يخفى ما فيه. اهـ. قلت: بل هو تقرير مناسب فيما يظهر لي، وليس فيه خفاء. والله تعالى أعلم.