(عن زيد بن أسلم) أنه (قال: دخلنا على أنس بن مالك) رضي الله عنه، أي ليعودوه, لأنه كان مريضًا، ففي رواية أحمد رحمه الله جـ ٣ ص ٢٢٥: حدثنا عصام بن خالد، ويونس بن محمد، قالا: ثنا العطاف بن خالد، عن زيد بن أسلم، قال: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر، ثم انصرفنا إلى أنس بن مالك نسأل عنه، وكان شاكيًا، فلما دخلنا عليه سلمنا، قال: أصليتم؟ … (فقال: أصليتم؟ قلنا: نعم، قال: يا جارية) نداء للأمة.
قال الفيومي:"الجارية": السفينة، سميت بذلك لِجَرْيِهَا في البحر، ومنه قيل للأمة جاريةٌ على التشبيه، لجريها مسخَّرَةً في أشْغَال مواليها، والأصل فيها الشابّة، لخفتها، ثم توسعوا حتى سَمَّوْا كلَّ أمة جارية، وإن كانت عجوزًا لا تقدر على السعي، تسميةً بما كانت عليه، والجمع الجَوَاري. انتهى (١).
(هَلُمِّي لي وَضُوءًا) أي أحْضِري لي ماء أتوضأ به.
و"هَلُمَّ": بفتح الهاء، وضم اللام، وتشديد الميم: كلمة بمعنى الدعاء إلى الشيء، كما يقال:"تعال". قال الخليل: أصلها: "لُمَّ" من الضم والجمع، ومنه "لمَّ الله شَعَثَهُ"، وكأن المنادي أراد لُمَّ نفسَكَ إلينا،