للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"ها" للتنبيه، وحذفت الألف تخفيفًا، لكثرة الاستعمال، وجُعِلَا اسمًا واحدًا. وقيل: أصلها "هَلْ أُمَّ" أي قُصِدَ، فنقلت حركة الهمزة إلى اللام، وسَقَطت، ثم جُعِلا كَلمة واحدة للدعاء.

وأهل الحجاز ينادون بها بلفظ واحد للمذكر والمؤنث والمفرد والجمع، وعليه قوله تعالى: {وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} [الأحزاب: ١٨].

وفي لغة نَجْدٍ تَلحَقُها الضمائرُ، وتُطَابَقُ، فيقال. "هلمي" و"هَلُمَّا" و"هَلُمُّوا"، و"هَلمُمْنَ", لأنهم يجعلونها فِعْلًا، فيلحقونها الضمائر، كما يلحقونها "قُومِي"، و"قُما"، و"قُمُوا"، و"قُمْنَ".

وقال أبو زيد: استعمالها بلفظ واحد للجميع من لغة عُقَيل، وعليه قَيْسٌ بَعْدُ، وإلحاق الضمائر من لغة تميم، وعليه أكثر العرب، وتستعمل لازمةً، نحو: {هَلُمَّ إِلَيْنَا} [الأحزاب: ١٨]، أي أقْبِلْ، ومتعديةً، نحو: {هَلُمَّ شُهَدَاءَكُم} [الأنعام: ١٥٠] أي أحضروا. قاله الفيومي رحمه الله تعالى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: استعمال أنس رضي الله عنه هنا من الثاني، فقد نصب لها "وَضُوءًا".

و"الوضوء" هنا بالفتح: اسم للماء المتوضأ به. قال في "المصباح":


(١) المصباح ص ٦٤٠.