للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١]) أي يختم قراءته بقراءة هذه السورة.

قال ابن دقيق العيد رحمه الله: هذا يدلّ على أنه كان يقرأ بغيرها، ثم يقرؤها في كل ركعة، وهذا هو الظاهر. ويحتمل أن يكون المراد أنه يختم بها آخر قراءته، فيختص بالركعة الأخيرة، وعلى الأول فيؤخذ منه جواز الجمع بين سورتين في ركعة. انتهى.

(فلما رجعوا) من غزوهم (ذكروا ذلك) أي ما يفعله أميرهم من ختم قراءته بهذه السورة (لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال) - صلى الله عليه وسلم -: (سلوه لأيّ شيء فعل ذلك؟ فسألوه) عن ذلك (فقال: لأنها صفة الرحمن عز وجل) الجار والمجروو متعلق بمحذوف، دل عليه السؤال، أي إنما أفعل ذلك لأنها صفة الرحمن عز وجل.

و"الصِّفَةُ" من الوَصْف، مثل العِدَة من الوَعْدِ، والجمع صِفَات. يقال: وَصَفْتُه وَصْفًا، من باب وَعَدَ: نَعَتُّهُ بما فيه، ويقال: هو مأخوذ من قولهم: وَصَفَ الثوبُ الجسمَ: إذا أظهر حالَهُ، وبَيَّنَ هَيْئَته، ويقال: الصفة هي بالحال المنتقلة، والنعت بما كان في خَلْقٍ، أو خُلُق أفاده الفيومي (١).

وقال في "الفتح": قال ابن التين: إنما قال: إنها صفة الرحمن, لأن فيها أسماءه وصفاته، وأسماؤه مشتقة من صفاته. وقال غيره: يحتمل


(١) المصباح ص ٦٦١.