للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تقدم ١/ ١.

٦ - (أبو هريرة) - رضي الله عنه - تقدم ١/ ١. والله تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سيداسيات المصنف (ومنها): أن رجاله كلهم موثقون، ومن رجال الجماعة، سوى شيخه، فانفرد هو به (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، سوى شيخه، فمكي (ومنها): أن فيه رواية تابعي، عن تابعي: محمَّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة (ومنها): أن فيه أحد الفقهاء السبعة على بعض الأقوال، وهو أبو سلمة (ومنها): أن فيه أبا هريرة رئيس المكثرين، روى -٥٣٧٤ - حديثا. والله تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عن أبي هريرة) - رضي الله عنه - (أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما أذن الله لشيء) بكسر الذال المعجمة، أي ما استمع الله -عز وجل- لشي مما يُسمَع (ما أنس لنبي) أي كاستماعه لنبي، فـ"ما" الأولى نافية، والثانية مصدرية، ونكر "نبيَّا" لأن المراد به الجنس. ووقع في رواية أبي ذرّ لصحيح البخاري: "للنبي" بالتعريف، قال في "الفتح": فإن كانت محفوظة فهي للجنس، ووهم من ظنها للعهد، وتوهم أن المراد نبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما أذن للنبي - صلى الله عليه وسلم - وشرحه على ذلك. انتهى (حسن الصوت) بالجر صفة "نبي" (يتغنى بالقرآن) جملة فعلية في محل نصب حال من "نبي". أي يحسّن صوته به حال قراءته، أو هو بمعنى الجهر، فيكون قولهه: "يجهر به" تفسيرا له، أو بمعنى يلين، ويرقق صوته، ليجلب به إلى نفسه وإلى السامعين الحزن والبكاء، وينقطع به عن الخلق إلى الخالق عز وجل. أفاده السندي -رحمه الله-. (١) وسيأتي ذكر اختلاف العلماء في معنى التغني في المسائل إن شاء الله تعالى.

ووقع عند المصنف في "الفضائل"، وهي رواية عند البخاري أيضًا من طريق ابن شهاب، عن أبي سلمة: "أن يتغنى" بزيادة "أن".

قال في الفتح: وزعم ابن الجوزي أن الصواب حذف "أن"، وأن إثباتها وَهَم من بعض الرواة، لأنهم كانوا يروون بالمعنى، فربما ظن بعضهم المساواة، فوقع الخطأ، لأن الحديث لو كان بلفظ "أن" لكان من الإذن بكسر الهمزة، وسكون الذال بمعنى الإباحة والإطلاق، وليس ذلك مرادا هنا، وإنما هو من الأَذَن بفتحتين، وهو الاستماع. وقوله: "أَذِنَ": أي استمع.


(١) "شرح السندي" جـ ٢ ص ١٨٠.