الوضوء كما أمره الله عز وجل. . . الحديث، وفيه:"ثم يقول: "سمع الله لمن حمده، ثم يستوي قائما".
(وفي سجوده: "سبحان ربي الأعلى") تقدم شرحه، أي ويقوله في حال سجوده: "سبحان ربي الأعلى"، وفيه عطف المعمولين علي معمولي عامل واحد، فالجار والمجرور معطوف على الجار والمجرور، و"سبحان ربي الأعلى" معطوف على "سبحان ربي العظيم"، وكلاهما معمولان لعامل واحد، وهو "يقول"، وهو جائز بلا خلاف بين النحاة. كما قاله ابن هشام الأنصاري رحمه الله تعالى في "مغني اللبيب" (١).
(وبين السجدتين: "رب اغفر لي، رب اغفرلي") أي يقول في حال جلوسه بين السجدتين: "رب اغفر لي"، وفيه الإعراب المذكور قبله، وأراد بذكره مرتين أنه كان يكرره مرارا (وكان قيامه) أي للقراءة (وركوعه، وإذا رفع رأسه من الركوع، وسجوده، وما بين السجدتين قريبا من السواء) تقدم شرح هذا الكلام في الباب الماضي، فراجعه، تستفد. والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث حذيفة - رضي الله عنه - هذا صحيح.
قال الجامع عفا الله عنه:[إن قيل]: كيف يصح، وفيه الرجل المبهم؟
[أجيب]: بأنه يشهد له رواية صِلَة بن زُفَرَ، عن حذيفة - رضي الله عنه -، كما تقدم بيانه في -٧٧/ ١٠٠٨ - على أن المصنف -رحمه الله- قال: إنه يشبه أن يكون صلة، فعلى هذا لا إشكال. والله سبحانه وتعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا -١١٥/ ١٠٦٩ - وفي "الكبرى" ٢٣/ ٦٥٦ - عن حميد بن مسعدة، عن يزيد بن زريم، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة، عن رجل من بني عبس، عنه. وفي -١٧٦/ ١١٤٥ - و"الكبرى" -٨٣/ ٧٣١ - عن محمَّد بن عبد الأعلى، عن
خالد بن الحارث، عن شعبة به، وقد تقدّم ذكر بقية المواضع التي أورده المصنف فيها في ٧٧/ ١٠٠٨. والله تعالى أعلم.