(منها): أنه من سداسيات المصنف رحمه الله تعالى (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات نبلاء، ومن رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له ابن ماجه، وأن شيخه مروزي، ثم نيسابوري، وعبد الرزاق صنعاني، ومعمر بصري، ثم صنعاني، والباقون مدنيون (ومنها): أن فيه رواية تابعي، عن تابعي، ورواية الابن عن أبيه (ومنها): أن فيه سالما أحد الفقهاء السبعة على بعض الأقوال، وفيه ابن عمر - رضي الله عنهما - أحد العبادلة الأربعة، وأحد الفقهاء السبعة، روى -٢٦٣٠ - حديثا. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن سالم، عن أبيه) عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما (أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رفع رأسه) متعلق بـ"سمع"(من صلاة الصبح) متعلق بـ"رفع"(من الركعة الآخرة) الجار والمجرور بدل من الجار والمجروو الذي قبله بدل اشتمال. ولفظه في "التفسير" من طريق ابن المبارك: "أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة، من الفجر"(قال) تقدم الخلاف عليه، هل الجملة في محل نصب على الحال، أو مفعول ثان لـ"سمع"(اللَّهم العن فلانا، وفلانا) زاد في "التفسير": "بعد ما يقول: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد".
وقوله: "اللَّهم العن فلانا وفلانا" بالتكرير مرتين، وللبخاري: بالتكرير ثلاثا. و"العن" فعل أمر من لعن يلعن، من باب نَفَعَ، أي اطرُدهم، وأبعدهم عن رحمتك.
وقد وقعت تسميتهم عند البخاري في "المغازي"، من رواية مرسلة أردها عقب هذا الحديث عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم بن عبد الله بن عمر، قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، فنزلت:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} إلى قوله: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}[آل عمران: ١٢٨].
وأخرج أحمد، والترمذي هذا الحديث موصولا من رواية عمر بن حمزة، عن سالم، عن أبيه، فسماهم، وزاد في آخر الحديث: "فتِيبَ عليهم كلِّهم، وأشار بذلك إلى قوله في بقية الآية:{أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}(١) ولأحمد، والترمذي أيضًا من طريق محمَّد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو على أربعة، فنزلت، قال: وهداهم الله للإسلام. قال الحافظ -رحمه الله-: وكأن الرابع عمرو بن العاص، فقد عزاه