بل هو أبو مالك، فالسؤال عن سماع أبي مالك الأشجعي، لا عن طارق. ولو سلمنا أن المراد به طارق، لكان هناك مانع من الصحة؛ لأن الذين قالوا: لم يسمع مجهولون، فلا تصح الحكايته.
والحاصل أن صحبة طارق ثابتة، بدون شك والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من رباعيات المصنف رحمه الله تعالى، وهو (٧٢) من رباعيات الكتاب.
(ومنها): أن رجاله موثقون، وأنهم كوفيون، سوى شيخه، فبغلاني.
(ومنها): أن فيه قوله: "وهو ابن خليفة"، والقائل هو المصنف رحمه الله تعالى، وقد تقدم الكلام عليه غير مرة. وفي بعض النسخ إسقاط لفظة "وهو".
(ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه.
(ومنها): أن صحابيه لم يرو عنه غير ابنه أبي مالك. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عن أبي مالك الأشجعى) سعد بن طارق (عن أبيه) طارق بن أَشْيَمَ، أنه (قال: صليت) بضم التاء للمتكلم (خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يقنت) أي في الفجر، ففي رواية ابن ماجَهْ من طريق عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، ويزيد بن هارون، كلهم عن أبي مالك الأشجعي، قال: إنك قد صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ها هنا بالكوفة، نحوًا من خمس سنين، فكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أي بُنَيَّ مُحْدَثٌ.
وهذا نص صريح في إثبات صحبة والد أبي مالك، حيث أخبر بأنه صلى خلف رسول ال - صلى الله عليه وسلم -، كما تقدم قريبا.
قال السندي رحمه الله تعالى: هذا يدلّ على أن القنوت في الصبح كان أياما، ثم نسخ، أو أنه كان مخصوصا بأيام المْهَامّ، والثاني أنسب بأحاديث القنوت، وإليه مال أحمد وغيره. انتهى.
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هذا الوجه الثاني هو المتعين، وأما احتمال النسخ، فبعيد، كما تقدم تحقيقه. والله تعالى أعلم.
(وصليت خلف أبي بكر) - رضي الله عنه - (فلم يقنت، وصليت خلف عمر) بن الخطاب - رضي الله عنه - (فلم يقنت، وصليت خلفط عثمان) بن عفان - رضي الله عنه - (فلم يقنت، وصليت خلف على) بن