أبي طالب - رضي الله عنه -، وفي رواية ابن ماجه المذكورة: "وعليّ ها هنا بالكوفة نحوًا من خمس سنين" (فلم يقنت، ثم قال) طارق لولده (يا بُنَيَّ) بضم الموحدة، وفتح النون، تصغير "ابن"، مضاف إلى ياء المتكلم، وفيه خمسة أوجه:
الأول: حذف الياء، والاجتزاء بالكسرة.
الثاني: إثبات الياء ساكنة.
الثالث: قلب الياء ألفًا، وحذفها، والاستغناء عنها بالفتحة.
الرابع: قلبها ألفا، وإبقاؤها، وقلب الكسرة فتحة.
الخامس: إثبات الياء محركة بالفتخ. وإلى هذه الأوجه أشار ابن مالك رحمه الله تعالى في "الخلاصة" حيث قال:
وَاجْعَلْ مُنَادًى صَحَّ إِنْ يُضَفْ لِيا … كعَبْدِ عَبْدِي عَبْدَ عَبْدَا عَبْدِيَا
ويزاد وجه سادس، وهو ضم الاسم بعد حذف الياء، اكتفاء بنية الإضافة.
(إنها بدعة) أي إن القنوت في الفجر بدعة .. والمراد الدوام عليه من غير سبب، كما تقدم. وأنت الضمير باعتبار الخبر. قاله السندي رحمه الله تعالى. يعني أن حقه كان أن يقول: إنه بدعة، وإنما أنثه لكون خبر "إنّ" مؤنثا، وهو قوله: "بدعة".
يعني أن القنوت في صلاة الصبح دائما بدعة، لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا الخلفاء الراشدون - رضي الله عنهم -.
والحديث دليل على أن القنوت محدث، وهو محمول على القنوت المستمرّ في الصبح، كما هو مذهب الشافعي، وطائفة، لا على نفي القنوت على الإطلاق، لثبوت ذلك في أحاديث الصحابة الآخرين. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث طارق بن أشيم الأشجعي رضي الله تعالى عنه هذا صحيح.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا -١٢٢/ ١٠٧٩ - وفي "الكبرى" -٣٠/ ٦٦٧ - عن قتيبة، عن خَلَف بن خَلِيفة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه.
(المسألة الثالثة): فيمن أخرجه معه:
أخرجه (ت) في "الصلاة" عن أحمد بن مَنيع، عن يزيد بن هارون، وعن صالح بن عبد الله، عن أبي عَوَانَة، عن أبي مالك به.