والحاصل أن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - المذكور في الباب صحيح، وأقوى، وأثبت، وأرجح من حديث وائل رضي الله تعالى عنه، فإنه ضعيف. فتبصر بالإنصاف، ولا تتحير بالاعتساف. والله تعالى أعلم بالصوأب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
١ - (هارون بن محمَّد بن بَكَّار بن بلال) العامليّ الدمشقي، صدوق [١١].
روى عن أبيه، وعمه جامع، وأبي مسهر، ومروان بن محمَّد، وغيرهم. وعنه أبو داود، والنسائي، وأبو حاتم، وابن أبي عاصم، وغيرهم. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: لا بأس به. وكذا قال مَسْلَمَة بن قاسم، تفرد به أبو داود، والمصنف، وروى عنه في هذا الكتاب (٩) أحاديث.
٢ - (مروان بن محمد) بن حَسّان الأسدي، أبو بكر، ويقال: أبو حفص، ويقال: أبو عبد الرحمن الطَّاطَريّ (١) الدمشقي، ثقة [٩].
روى عن سعيد بن عبد العزيز، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وسعيد بن بشير، ومالك، والليث، والدراوردي، وغيرهم.
وعنه بقية، وهو أكبر منه، وابنه إبراهيم، وهارون بن محمَّد بن بكار، وغيرهم.
قال أحمد بن أبي الحواري: قلت لأحمد بن حنبل: بلغني أنك تثني على مروان بن محمَّد، قال: إنه كان يذهب مذهب أهل العلم. وقال أبو حاتم، وصالح بن محمَّد: ثقة. وقال عبد الله بن يحيي بن معاوية: أدركت ثلاث طبقات، إحداها طبقة عبد العزيز، ما رأيت فيهم أخشى من مروان بن محمَّد. وقال أبو سليمان الداراني: ما رأيت مسلما خيرًا من مروان، قيل له: ولا معلمه سعيد بن عبد العزيز؟ قال: لا. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ولد سنة (١٤٧) وقال البخاري: مات سنة (٢١٠).
وقال أبو زرعة الدمشقي: قال لي أحمد: عندكم ثلاثة أصحاب حديثٍ: مروان بن
(١) "الطّاطَري" بمهملتين مفتوحتين- قال الطبري: كل من يبيع الكرابيس بدمشق يقال له: الطاطري. اهـ تت ج ١ ص ٩٥.