للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦ - (العباس بن عبد المطلب) بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو الفضل المكي، عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

أمه نُتَيْلَة بنت جناب بن كلب. وُلدَ قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين، وضاع وهو صغير، فنذرت أمه إن وجدته أن تكسو البيت، فوجدته، فكست البيت الحرير، فهي أول من كساه ذلك.

قال الزبير بن بكّار: كان أسنّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث سنين.

وكان إليه في الجاهلية السِّفَارة، والعِمَارة، وحضر بيعة العَقَبَة مع الأنصار قبل أن يسلم، وشهد بدرًا مع المشركين مُكْرَهًا، فأُسِرَ، فافتدى نفسه، وافتدى ابن أخيه عَقيل بن أبي طالب، ورجع إلى مكة، فيقال: إنه أسلم، وكتم قومه ذلك، وصار يكتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأخبار، ثم هاجر قبل الفتح بقليل، وشهد الفتح، وثبت يوم حنين. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من آذى العباس، فقد آذاني، فإنما عمّ الرجل صِنْوُ أبيه". أخرجه الترمذي في قصة.

وقد حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأحاديث. روى عنه أولاده: عبد الله، وعبيد الله، وكثير، وأم كلثوم، ومولاه صهيب، وعامر بن سعد، والأحنف بن قيس، وعبد الله بن الحارث، وغيرهم.

وقال ابن المسيب، عن سعد: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل العباس. فقال: "هذا العباس أجود قريش كَفًّا، وأوصلها". أخرجه النسائي، وعن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، قال: كان العباس أعظم الناس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والصحابة يعترفون للعباس بفضله، ويشاورونه، ويأخذون رأيه.

وفي "تت": وأسلم قبل خيبر، وكان أنصر الناس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أبي طالب، وكان جوادا مطعما، وَصُولًا للرحم، ذا رأي حسن، ودعوة مرجوة، وكان لا يمرّ بعمر، وعثمان، وهما راكبان إلا نزلا حتى يَجُوزا، إجلالا له. انتهى.

ومات بالمدينة في رجب، أو رمضان سنة (٣٢) وله (٨٨) سنة، وقيل: غير ذلك في وفاته، وصلى عليه عثمان، ودفن بالبقيع، وكان طويلا جميلا أبيض.

روى له الجماعة. راجع "الإصابة" ج ٥ ص ٣٢٨ - ٣٢٩. و"تك" ج ١٤ ص ٢٢٥ - ٢٢٩. و"تت" ج ٥ ص ١٢٢ - ١٢٣. وله في هذا الكتاب هذا الحديث فقط، وأعاده برقم (١٠٩٩). والله تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه الله- (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات، ومن