وقيل: معناه كن لي عونا في إصلاح نفسك، وجَعْلِها طاهرة مستحقة لما تطلب، فإني أطلب إصلاح نفسك من الله تعالى، وأطلب منك أيضا إصلاحها بكثرة السجود لله، فإن السجود كاسر للنفس، ومُذِلٌّ لها، وأيّ نفس انكسرت، وذلت استحقت الرحمة. والله تعالى أعلم. انتهى كلام السندي رحمه الله تعال. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله تعالى عنه هذا أخرجه مسلم.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا -١٦٩/ ١١٣٨ - وفي "الكبرى" -٧٦/ ٧٢٤ - عن هشام بن عمّار، عن هقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عنه. وفي -٩/ ١٦١٨ - و"الكبرى" ١٦/ ١٣١٨ - عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن معمر والأوزاعي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير به بلفظ: كنت أبيت عند حجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكنت أسمعه إذا قام من الليل يقول: سبحان الله رب العالمين الهُوِيَّ (١)، ثم يقول:"سبحان الله وبحمده" الهُويّ.
وفي "عمل اليوم والليلة" رقم ٨٦٢ - عن محمود بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي به، بلفظ: كنت أبيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آتيه بوَضوئه، وبحاجته، فكان يقوم من الليل، في قوله:"سبحان الله وبحمده، سبحان ربي العظيم، وبحمده، سبحان ربي، وبحمده"، ثم يقول:"سبحان رب العالمين، سبحان رب العالمين". والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): فيمن أخرجه معه:
أخرجه (م) عن الحكم بن موسى، عن هقل بن زياد به. (د) عن هشام بن عمار به. (ت) جزء التسبيح عن إسحاق بن منصور، عن النضر بن شميل، ووهب بن جرير، وأبي عامر العقدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، كلهم عن هشام الدستوائي، عن يحيى ابن أبي كثير به.
(ق) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن معاوية بن هشام، عن شيبان، عن يحيى به، بجزء التسبيح.
(١) "الهوي" كغني، ويضم: الساعة. أفاده في "ق". ج ٥ ص ٣٢٢٩.