الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قُبض بحمص في إمارة عبد الله بن قُرْط.
روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعنه أبو أسماء الرَّحَبِيّ، ومعدان بن أبي طلحة اليَعْمَرى، وأبو حَيّ المؤذن، وراشد بن سعد، وجُبَير بن نُفَير،، وعبد الرحمن بن غنْم، وأبو عامر الألهاني، وأبو إدريس الخَوْلاني، وجماعة. قال صاحب "تاريخ حمص": بلغنا أن وفاته كانت سنة (٥٤) وكذا قال ابن سعد، وغير واحد. أخرج له الجماعة، سوى البخاري، فأخرج له في "الأدب المفرد"، وله في هذا الكتاب (٥) أحاديث. والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه الله- (ومنها). أن رجاله كلهم ثقات (ومنها): أنه مسلسل بالشاميين، غير شيخه، فمروزي (ومنها): أنه مسلسل بالإخبار، والإنباء، والتحديث. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
عن معدان بن طلحة اليَعْمَري -رحمه الله- تعالى أنه (قال: لقيت ثوبان) - رضي الله عنه - أي استقبلته، يقال: لَقِيتُهُ ألقاه، من باب تَعِبَ لُقِيًّا، والأصل على فُعُول، ولُقًى بالضم مع القصر، ولِقَاءً بالكسر مع المدّ والقْصر، وكلُّ شيء استقبل شيئًا، أو صادفه، فقد لقيه. ومنه لِقَاءُ البيتِ: وهو استقباله. قاله في "المصباح".
(مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت دُلَّني) فعل أمر، من دَلَّه على الشيء أو إليه، يدلُّهُ من باب قتل: إذا أرشده. أي أرشدني (على عمل) متعلق بـ"دُلَّني"(ينفعني) جملة في محل جرّ صفة لـ "عمل"(أو) للشك من بعض الرواة (يدخلني الجنة) أي أو قال: "ودلني على عمل يدخلني الجنة"(فسكت عني) أي صَمَتَ، وأمسك عن الكلام معي. وفي نسخة "فأسكت عني" بالألف، وهي لغة، قال الفيّومي -رحمه الله-: سكت سَكْتًا، وسُكُوتًا: صَمَتَ، ويتعدّى بالألف، والتضعيف، فيقال: أُسْكَتُّهُ، وسَكَّتُّهُ، واستعمال المهموز لازما لغةٌ. وبعضهم يجعله بمعنى أطرق، وانقطع. انتهى (١).
(مليًّا) بفتح الميم، وتشديد الياء- قال في "النهاية": هي طائفة من الزمان لا حد لها. انتهى.
وقال ابن منظور رحمه الله تعالى: ومرّ مَلِيّ من الليل: وهو ما بين أوله إلى ثلثه.
وقيل: هو قطعة منه لم تحُدَّ، والجمع أَمْلاءٌ، وتكرر في الحديث. ومرّ عليه ملا من الدهر: أي قطعة، والمَليُّ: الْهُوِيّ من الدهر، يقال: أقام مَلِيًّا من الدهر، ومضى ملِيٌّ