للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن صاحبي القبرين، وغير ذلك، لكونه من جملة أحوال الدنيا. انتهى ما في "الفتح" بنوع تصرف (١).

(والآخر منصت) جملة في محل نصب على الحال من "أحدهما"، أي والحال أن الآخر، وهو أبو سعيد ساكت مستمع لتحديثه، ولا يعترض عليه.

و"المنصتُ" اسم فاعل من أنصت له رباعيًّا: إذا سكت مستمعًا، ويقال أيضًا: نصت له ثلاثيا من باب ضرب. كما في "المصباح".

(قال) أي أحدهما (فتأتي الملائكة، فتشع، وتشفع الرسل، وذكر الصراط) أي ذكر أحدهما ضرب الصراط على ظهراني جهنم.

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: هكذا اختصر المصنف رحمه الله تعالى حديث الشفاعة، وهو مذكور في "الصحيحين" وغيرهما بطوله، وأحببت أن أسوقه من "صحيح البخاري" تتميما للفائدة، قال رحمه الله تعالى في "باب فضل السجود" من "كتاب الصلاة":

حدثنا أبو اليمان، قال أخبرني شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبرهما أن الناس قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: "هل تُمَارُون في القمر ليلة البدر، ليس دونه سحاب؟ " قالوا: لا يا رسول الله. قال: "فهل تُمارُون في الشمس في ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنكم ترونه كذلك، يُحشَرُ الناس يوم القيامة، فيقول (٢): من كان يعبد شيئا فليتّبع، فمنهم من يتّبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمة، فيها منافقوها، فيأتيهم الله عز وجلّ، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيدعوهم، فيُضرَب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكونُ أولَ من يَجُوزُ من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللَّهم سلم سلم، وفي جهنم كَلاليبُ مثل شَوك السَّعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟ " قالوا: نعم، قال: "فإنها مثل شوك السعدان، غيرَ أنه لا يعلم قدر عِظَمِهَا إلا الله، تخَطَفُ الناسَ بأعمالهم، فمنهم من يوبَقُ بعمله، ومن يُخَردَلُ، ثم ينجو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يُخرِجُوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السجود، وحرّم الله على النار أن تأكل أثَرَ السجود،


(١) "فتح" ج ١٣ ص ٢٥٠ - ٢٥١.
(٢) الفاعل ضمير يعود إلى الله، وفي رواية البخاري في "الرقاق" "يجمع الله الناس، فيقول". . .