(فيصب عليهم من ماء الجنة) ببناء الفعل للمجهول، وهو عطف على محذوف، أي فيُخرَجُون من النار، فيصب عليهم بعد الإخراج من ماء الجنة. وفي بعض النسخ "من ماء الحياة".
وفي رواية للبخاري:"فيُخرِجونهم، قد امتَحَشُوا، فيصب عليهم ماء، يقال له: ماء الحياة". وقوله:"امتحشوا" بفتح الحاء، وضم المعجمة، كاحتَرَقُوا وزنا ومعنى.
وظاهر قوله:"من ماء الجنة" أن الماء يصب من داخل الجنة.
وفي حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، عند البخاري:"فيُلقَون في نهر بأفواه الجنة، يقال له ماء الحياة". وفي رواية لمسلم "على نهر، يقال له: الحيوان، أو الحياة"، وفي أخرى له:"فليقيهم في أفواه الجنة، يقال له: نهر الحياة".
ولا تنافي بين هذه الروايات، لإمكان الجمع بكون أصل ذلك النهر من الجنة. والله تعالى أعلم.
قال في "الفتح": وفي تسمية ذلك النهر به إشارة إلى أنهم لا يحصل لهم الفناء بعد ذلك. انتهى (١). .
(فينبتون) بفتح الياء، مضارع نَبَتَ، من باب قَتَلَ (كما تنبت الحِبَّة) بكسر الحاء المهملة، وتشديد الموحدة: هي بُزُور الصحراء، والجمع حِبَبٌ بكسر المهملة، وفتح الموحدة، بعدها مثلها. وأما الحَبَّة بفتح أوله: هو ما يزرعه الناس، فجمعها حُبُوب بضمتين. ووقع في حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - "فينبتون في حافتيه"، وفي رواية لمسلم "كما تنبت الغُثَاءة" بضم الغين المعجمة، بعدها مثلثة مفتوحة، وبعد الألف همزة، ثم هاء تأنيث، هو في الأصل كلُّ ما حمله السيل، من عيدان، وورق، وبزور، وغيرها، والمراد هنا ما حمله السيل من البزور خاصة. قاله في "الفتح".
(في حميل السيل) بالحاء المهملة المفتوحة، والميم المكسورة: أي ما يحمله السيل. وفي نسخة بإسقاط لفظة "حميل".
وفي رواية أبي سعيد عند البخاري:"إلى جانب السيل".
والمراد أن الغُثَاء الذي يجيء به السيل يكون فيه الحِبّة، فيقع في جانب الوادي، فتصبح من يومها نابتة.
ووقع في رواية لمسلم "حمئة السيل" بعد الميم همزة، ثم هاء، وقد تُشْبَع الميم، فيصير بوزن عظيمة، وهو: ما تغير لونه من الطين، وخُصَّ بالذكر، لأنه يقع فيه النبت غالبا.