للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(د) ٩٣٠ و ٣٢٨٢ و ٣٩٥٩ - عن مسدد، عن يحيى القطان به وفي ٩٣٠ - عن عثمان بن أبي شيبة، عن إسماعيل ابن علية به.

وأخرجه مالك في (الموطإ) ص ٤٨٥ (وأحمد) ٥/ ٤٤٧ و ٥/ ٤٤٨ (والدارمي) رقم ١٥١٠ و ١٥١١. والبخاري في (خلق أفعال العباد) ٢٦ وفي (جزء القراءة) ٦٩ و٧٠. والله -تَعَالَى- أعلم.

المسألة الرابعة: في فوائده:

منها: ما بوّب له المصنف -رحمه الله-، وهو بيان حكم الكلام في الصلاة، وهو تحريم كلام الناس، وإنما هو التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن، ونحوها من الأذكار والدعوات.

ومنها: تحريم التطيّر، والتشاؤم بالأشياء.

ومنها: تحريم الكهانة، وتحريم إتيان الكهان.

ومنها: تحريم الخطّ المسمّى بضرب الرمل، وبيان أنه كان نبي من الأنبياء يفعله، فهو علم خاص به، لا يجوز لأحد أن يتعاطاه، لأنه لا يعلم، هل يصيب خطه، أم لا؟

ومنها: أن تشميت العاطس من جملة كلام الناس الذي لا يجوز في الصلاة، فلو شمت عاطسًا، وهو في الصلاة بطلت صلاته، إن كان عالمًا عامدًا.

ومنها: ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكارم الأخلاق، والملاطفة في التعليم، فلا يضرب من يعلمه إذا أساء، ولا يعنّفه، ولا يسبه، ولا يعبّس وجهه في وجه عليه، بل يرشده بلطف، وحكمة، فكان المثل الأعلى في الخلق العظيم، كما قال الله تَعَالَى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤]، وكان لين الجانب، كما قال -تَعَالَى-: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: ١٥٩] الآية، وكان رحمة للعالمين، كما قال -تَعَالَى-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧]، ولقد أحسن من قال، وأجاد في المقال: [من الخفيف]:

رَحْمَةٌ كلُّهُ وَحَزْمٌ وَعَزْمٌ … وَعِصْمَةٌ وَوَقَارٌ وَحَيَاءُ

فينبغي التخلق بأخلاقه - صلى الله عليه وسلم - في الرفق بالجاهل، وحسن تعليمه، واللطف به، وتقريب الصواب إلى فهمه.

ومنها: جواز استخدام الجارية في رعي الأغنام، ونحوه.

ومنها: تعظيم ضرب الخادمة إذا ضاع منها شيء بغير تعديها.

ومنها: الترغيب في الرأفة والرفق بالخادم، والتنفير من إهانتهم.

ومنها: تعظيم شأن المؤمن وإكرامه والإحسان إليه.

ومنها: أن الكافر لا يصير مؤمنًا إلا بالإقرار بالله -تَعَالَى-، وبرسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -.