جَاءَنِي جِبْرِيلُ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: أَمَا يُرْضِيكَ يَا مُحَمَّدُ أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ، إِلاَّ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ، إِلاَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا").
قال الجامع عفا الله تعالى عله: هذا الحديث صحيح, وقد تقدم برقم -٤٧/ ١٢٨٣ - رواه المصنف هناك عن إسحاق بن منصور الْكَوسج، عن عَفّان بن مسلم، عن حماد بن سلمة به، أورده استدلالاً على فضل التسليم، وأورده هنا استدلالاً على فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقد تقدم الكلام عليه مستوفًى هناك.
[تنبيه]: فإن قيل: تقدم في رواية عفّان المذكورة أن البُشْرَى كانت من الله تعالى، ولفظه: "أتاني الملك، فقال: يا محمد إن ربّك يقول: أما يرضيك … " الحديث.
وهنا البُشْرى من جبريل، فكيف التوفيق بينهما؟
أجيب: بأنه لا تخاف بين الروايتين، لإمكان الجمع بينهما بأن صلاة جبريل تابعة لصلاة الله تعالى، فإذا صلى الله تعالى على المصلي صلَّى جبريل عليه، فهو نظير الحديث المتفق عليه: "إذا أحبّ الله عبدًا نادى جبريلَ، إن الله يحبّ فلاناً، فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء … " الحديث. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
١٢٩٦ - (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (١) إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (علي بن حُجْر) المروزي، ثقة حافظ من صغار [٩] تقدم ١٣/ ١٣.
٢ - (إسماعيل بن جعفر) بن أبي كثير الأنصاري الزُّرقي المدني، ثقة ثبت (٨) تقدم ١٦/ ١٧.
٣ - (العلاء بن عبد الرحمن) الْحُرَقي، أبو شِبْل المدني، صدوق ربما وهم [٥] تقدم ١٠٧/ ١٤٣.
٤ - (أبوه) عبد الرحمن بن يعقوب الْجُهني المدني، مولى الْحُرَقَة، ثقة [٣] تقدّم ١٠٧/ ١٤٣.
٥ - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه، تقدّم ١/ ١.
(١) وفي نسخة: "ثنا".