للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- حسنة، فمقتضى القرآن أن يُعطى عشر درجات في الجنة، فأَخبَر أن الله تعالى يصلي على من صلى على رسوله -صلى الله عليه وسلم- عشراً، وذِكرُ الله العبدَ أعظم من الحسنة مضاعفةً.

قال: ويُحقق ذلك أن الله تعالى لم يجعل جزاء ذكره إلا ذكره، وكذلك جعل جزاء ذكر نبيه -صلى الله عليه وسلم- ذكره لمن ذكره.

قال الحافظ العراقي رحمه الله تعالى: ولم يقتصر على ذلك حتى زاده كتابة عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفعه عشر درجات، كما ورد في الأحاديث انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلق بهذ الحديث:

المسألة الأولى: في درجته:

حديث أنس رضي الله تعالى عنه هذا صحيح.

[تنبيه]: ذكروا لهذا الحديث علةً، وهي ما أشار إليه المصنف رحمه الله تعالى في "عمل اليوم والليلة" رقم ٦٢ - ٦٣ - قال: خالف مخلدُ بنُ يزيد يحيى بنَ آدم، فرواه عن يونس بن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن الحسن، عن أنس -رضي الله عنه-.

قال العلامة ابن القيّم رحمه الله: وهذه العلة لا تقدح فيه شيئاً، لأن الحسن لا شك في سماعه من أنس، وقد صُرِّح سماعُ بُريد بن أبي مريم من أنس أيضاً هذا الحديثَ، كما في "صحيح ابن حبان" و"مستدرك الحاكم" (١) ولعلّ بريداً سمعه من الحسن، ثم سمعه من أنس، فحدّث به على الوجهين، فإنه قال: كنت أُزامل الحسن في محمد (٢)، فقال: حدثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكره، ثم إنه حدثه به أنس، فرواه عنه كما تقدّم. انتهى كلام ابن القيّم رحمه الله تعالى (٣). والله تعالى أعلم.

المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:

(اعلم): أنه انفرد به المصنف رحمه الله من بين أصحاب الأصول، أخرجه هنا -٥٥/ ١٢٩٧ - وفي "الكبرى" -٨٩/ ١٢٢٠ - وفي "عمل اليوم والليلة" ٣٦٢ - عن إسحاق بن منصور، عن محمد بن يوسف، عن يونس بن أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عنه. وفي "عمل اليوم والليلة" ٦٢ - عن إسحاق بن إبراهيم، عن يحيى بن آدم، عن يونس به بمعناه. و-٦٣ - عن عبد الحميد بن محمد، عن مخلد بن يزيد، عن يونس بن


(١) قلت: قد صرّح أيضاً بالسماع في رواية المصنف هنا.
(٢) لعله ابن سيرين.
(٣) "جلاء الأفهام" ص ٣٤ - ٣٥.