للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما نصّه:

في هذا الخبر دليلٌ على أن أولى الناس برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القيامة يكون أصحابَ الحديث، إذ ليس في هذه الأمّة قوم أكثر صلاةً عليه -صلى الله عليه وسلم- منهم انتهى (١).

وقال أبو نعيم فيما نقله الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" ص ٣٥: وهذه منقبة شريفة يختصّ بها رُواة الآثار، ونقَلَتها، لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر مما يُعرَف لهذه العصابة نَسخاً وذكراً. انتهى.

وقال العلامة صديق حسن خان في كتابه "نزل الأبرار": بعد أن ساق أحاديث كثيرةً في فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والإكثار منها: ما نصه:

"لاشكّ في أن أكثر المسلمين صلاةً عليه -صلى الله عليه وسلم- هم أهل الحديث، ورواة السنّة المطهرة، فإن من وظائفهم في هذا العلم الشريف التصلية عليه أمامَ كل حديث، ولا يزال لسانهم رطباً بذكره -صلى الله عليه وسلم-، وليس كتاب من كتب السنّة، ولا ديوان من دواوين الحديث على اختلاف أنواعها من "الجوامع" و"المسانيد" و"المعاجم" و"الأجزاء" وغيرها إلا وقد اشتمل على آلاف الأحاديث، حتى إن أصغرها حجماً كتاب "الجامع الصغير" للسيوطي فيه عشرة آلاف حديث، وقس على ذلك سائر الصحف النبويّة، فهذه العصابة الناجية، والجماعة الحديثية أولى الناس برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، وأسعدهم بشفاعته -صلى الله عليه وسلم- بأبي هو وأمي - ولا يساويهم في هذه الفضيلة أحد من الناس، إلا من جاء بأفضل مما جاءوا به، ودونه خَرْطُ القَتَاد.

فعليك يا باغي الخير، وطالب النجاة بلا ضير أن تكون محدّثًا، أو متطفّلاً على المحدثين، وإلّا فلا تكن (٢) … فليس فيما سوى ذلك من عائدة تعود إليك" انتهى (٣).

جعلنا الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا من هؤلاء المحدثين الذين هم أولى الناس برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، إنه سميع قريب مجيب الدعوات، ومفيض البركات، آمين آمين آمين. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".


(١) "صحيح ابن حبان" جـ ٣ ص ١٩٢ - ١٩٣.
(٢) هكذا نسخة "نزل الأبرار"، والظاهر أنه أسقط تمام الكلام اختصاراً، أي "فلا تكن غير ذلك"، أو نحوه، والله أعلم.
(٣) راجع "نُزُلَ الأبرار" ص ١٦١.