٣ - (الحَجّاج بن أبي عثمان) ميسرة، أو سالم الصوّاف، أبو الصَّلْت الكندي مولاهم البصري، ثقة حافظ [٦] تقدم ١٢/ ٧٩٠.
٤ - (أبو الزبير) محمد بن مسلم المكي، صدوق [٤] تقدّم ٣١/ ٣٥.
٥ - (عبد الله بن الزبير) بن العوّام القرشي الأسدي أبو بكر، أو أبو خُبيب، أول مولود في الإسلام بالمدينة، من المهاجرين، وولي الخلافة تسع سنين، قتل في ذي الحجة سنة (٧٣) تقدّم ١٨٩/ ١١٦١. والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من خماسيات المصنف رحمه الله، وأن رجاله كلهم ثقات، ومن رجال الصحيح، إلا شيخه، فتفرد به هو والترمذيّ. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(قال) أبو الزبير (سمعت عبد الله بن الزبير يحدّث على هذا المنبر) لعله أراد منبر مكة (وهو يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سلّم) فيه أنه ينبغى أن يكون هذا الذكر تالياً للسلام، مقدّمًا على غيره، لتقييد القول به بوقت التسليم.
وفي حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- عند البخاري تقييده بالمكتوبة، ولفظه: "كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله … الخ".
ولا يعارض ذلك ما تقدّم من حديث ثوبان، وعائشة -رضي الله عنهما- لإمكان حمله على أوقات مختلفة، فتارةً يقول بعد السلام ما وقع في حديث ثوبان، وعائشة -رضي الله عنهما-، وتارة يقول ما وقع في حديث عبد الله بن الزبير، والمغيرة بن شعبة -رضي الله عنهم-.
وعلى هذا فالسنّة أن يأتي بهذه الأذكار على سبيل البدل، لا الجمع، وقيل: يجوز الجمع بينها، لأنه يحتمل أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يجمع بينها، ورَوَى كلُّ واحد ما سمعه منه -صلى الله عليه وسلم-. ولا يخفى بُعده (١).
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: لا بُعْدَ في الجمع المذكور، بل هو الظاهر، لأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يجلس لانتظار انصراف النساء من المسجد ودخولهنّ بيوتهن، وذلك الوقت يسع أكثر من الذكر المذكور بكثير، فالظاهر أنه كان يقول أكثر من ذكر واحد، فينبغي لمن طال جلوسه أن يجمع بين هذه الأذكار. والله تعالى أعلم.
(يقول) زاد الشافعي رحمه الله في روايته: "بصوته الأعلى"، ونصه في "الأمّ" جـ ١ ص ١١٠ - : أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثني موسى بن عقبة، عن أبي الزبير، أنه
(١) راجع "المرعاة" جـ ٣ ص ٣١٨ - ٣١٩.