للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا حديث صحيح، أخرجه أحمد عن عبد الرزاق، عن الثوريّ -وأبو داود من رواية شعبة- والترمذي من رواية ابن علية -والنسائي، وابن حبان في "صحيحه" جميعًا من رواية حماد بن زيد- أربعتهم عن عطاء بن السائب.

وقول الشيخ -يعني النووي-: إن عطاء بن السائب مختلف فيه من أجل أختلاطه. لا أثر لذلك، لأن شعبة، والثوريّ، وحماد بن زيد سمعوا منه قبل اختلاطه، وقد اتفقوا على أن الثقة إذا تميّز ما حدث به قبل اختلاطه مما بعده قُبِلَ، وهذا من ذلك.

قال: يؤيد ذلك ما نُقل عن أيوب -يعني السختياني-، ثم أورد بسنده عن حماد بن زيد، قال: قَدِمَ عطاءُ بن السائب البصرةَ، فقال لنا أيوب: اذهبوا إليه، فاسألوه عن حديث التسبيح -يعني هذا الحديث-.

ثم أخرج بسنده عن حماد ما هو أصرحُ من هذا، قال: كان أيوب حدثنا بهذا الحديث عن عطاء بن السائب، فذكره بطوله، قال: فلما قدم عطاء بن السائب البصرة، قال لنا أيوب: اذهبوا، فاسمعوا من عطاء.

قال: فدل هذا على أن عطاء حدّث به قديمًا، بحيث حدث به عنه أيوب في حياته، وهو من أقرانه، أو أكبر منه، لكن في كون هذا حُكْمًا من أيوب بصحة هذا الحديث نظر؛ لأن الظاهر أنه قصد لهم علوّ الإسناد. ووالد عطاء الذي تفرّد بهذا الحديث لم يخرج له الشيخان، لكنّه ثقة، ولحديثه شاهد قويّ، فلذلك صححتُه، والله أعلم.

ثم أورد الشاهد الذي أشار إليه بسنده عن الحسن بن عَرَفة، عن المبارك بن سعيد -أخي سفيان الثوري-، عن موسى الْجُهَنيّ، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيَمنَعُ أحَدَكم أن يكبّر في دبر كلّ صلاة عشرًا، ويسبح عشرًا، ويحمد عشرًا، فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، فإذا أوى إلى فرأشه يكبر الله عز وجلّ أربعًا وثلاثين، ويحمده ثلاثًا وثلاثين، ويُسبّحه ثلاثا وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان"، قال: ثم قال: "وأيكم يعمل في يومه ألفين وخمسين سيئة؟ ".

هذا حديث حسن من هذا الوجه.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" عن زكريا بن يحيى، عن الحسن بن عرفة. قال النسائي: خالفه شعبة، وغيره في لفظه (١).

ثم أخرج بسنده عن عبد بن حُمَيد، عن جعفر بن عوف، عن موسى الجهني (٢)، عن


(١) "عمل اليوم والليلة" رقم (١٥٣).
(٢) وقع في "النتائج" "الذهلي" بدل "الجهني"، والظاهر أنه تصحيف.