للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (سويد بن نصر) المروزي، ثقة [١٠] تقدم ٤٥/ ٥٥.

٢ - (عبد الله) بن المبارك الإِمام الحجة المشهور [٨] تقدم ٣٢/ ٣٦.

٣ - (يونس) بن يزيد الأيليّ، ثقة ثبت [٧] تقدم ٩/ ٩.

٤ - (الزهري) محمد بن مسلم الإِمام الحجة الثبت [٤] تقدم ١/ ١.

٥ - (عبد الرحمن الأعرج) بن هُرمز المدني ثقة ثبت [٣] تقدم ٧/ ٧.

٦ - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه، تقدم ١/ ١. والله تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

منها: أنه من سداسيات المصنف رحمه الله، وأن رجاله رجال الصحيح، سوى شيخه، فقد تفرد به هو والترمذيّ، وأنه مسلسل بالمدنيين من الزهري، ويونس أيلي، والباقيان مروزيان، وفيه رواية تابعي، عن تابعي، وفيه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه من المكثرين السبعة. والله تعالى أعلم.

شرح الحديث

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال (قَالَ رسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: خَيْرُ يَوْم) مبتدأ، وخبره "يوم الجمعة".

وصيغة "خير" ومثله "شرّ" يستعملان للمفاضلة، ولغيرها، فإذا كانا للمفاضلة، فأصلهما: "أخير" و"أشرّ"، على وزن أفعل، كما قال في "الكافية":

وَغَالِبًا أَغْناهُمُ خَيْرٌ وَشَرُ … عَنْ قَوْلِهِمْ أَخْيَرُ مِنْهُ وأَشَرُّ

وأما إذا لم يكونا للمفاضلة فلا حذف فيهما، ووزنهما فَعْلٌ، نحو قوله تعالى: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ} الآية [البقرة: ١٨٠]، وقوله: {وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: ١٩].

و"خير" في هذا الحديث للمفاضلة، ومعناه أن يوم الجمعة أفضل من كلّ يوم طلعت فيه الشمس (١).

(طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ) جملة في محلّ جرّ صفة لـ"يوم"، جيء بها للتنصيص على التعميم، كما في قوله تعالى: {وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} [الأنعام: ٣٨]، فإن الشيء إذا وُصف بصفة تعمّ جنسه يكون تنصيصًا على اعتبار استغراقه أفراد الجنس (٢).


(١) "نيل الاوطار" جـ ٣ ص ٢٨٦،
(٢) "المرعاة" جـ ٤ ص ٤٢٢.