للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يا أبت أوصني، قال: "ابْك من خطيئتك".

وروى البخاريّ أيضاً في "التاريخ الكبير"، وفي "الأوسط" من طريق ابن خُثيم، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: إني مع أبي، فذكر الحديث في تأخير الصلاة، زاد في "الأوسط": قال شعبة: لم يسمع من أبيه. وحديث ابن خُثيم أولى عندي.

وقال ابن المديني في "العلل": سمع من أبيه حديثين: حديث الضبّ، وحديث تأخير الوليد للصلاة. وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وأسند حديثه: "محرم الحلال" من طريق سماك عنه.

وقال أبو حاتم: سمع من أبيه، وهو ثقة.

وقال الحاكم: اتفق مشايخ أهل الحديث أنه لم يسمع من أبيه انتهى.

قال الحافظ: وهو نقل غير مستقيم.

وقال خليفة: مات مقدم الْحَجَّاج العراق سنة (٧٩) (١).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: الذي يظهر من كلام الأكثرين أنه سمع من أبيه قليلاً، بخلاف أبي عبيدة، فإنه لم يسمع شيئًا. والله تعالى أعلم.

(وَلَا عَبْدُ الْجَبارِ بْنُ وَائِلِ بْنِ حُجْر) يعني أن عبد الجبار بن وائل بن حجر لم يسمع من أبيه.

وهذا الذي قاله المصنف ثبت عن غيره أيضاً، فذكر الدُّوريّ عن ابن معين، قال: لم يسمع من أبيه شيئاً. وقال أبو داود، عن ابن معين: مات أبوه، وهو حَمْل. وقال الترمذيّ. سمعت محمداً -يعني البخاريّ- يقول: عبد الجبار لم يسمع من أبيه، ولا أدركه. وقال ابن حبان في "الثقات": من زعم أنه سمع أباه، فقد وهم, لأن أباه مات، وأمه حامل به. وقال البخاريّ: لا يصحّ سماعه من أبيه، مات أبوه قبل أن يولد. وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله قليل الحديث، ويتكلمون في روايته عن أبيه، ويقولون لم يلقه.

وبمعنى هذا قال أبو حاتم، وابن جرير الطبري، والْجُريري، ويعقوب بن سفيان، ويعقوب بن شيبة، والدارقطنيّ، والحاكم، وقبلهم ابن المدينيّ، وآخرون (٢).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: قد تبيّن بهذا أنهم اتفقوا على أن عبد الجبار لم يسمع من أبيه شيئًا.

وأما ما قاله في "تهذيب الكمال": إنه قد صحّ عنه أنه قال: كنت غلاماً لا أعقل صلاة


(١) "تت" في ترجمة "عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود".
(٢) "تت" في ترجمة "عبد الجبار بن وائل".