للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بمنى استغناء بما تقدم بمكة.

قال الحافظ -رحمه اللَّه تعالى-: وهذا ضعيف؛ لأن الحديث من رواية علي بن زيد بن جُدْعان، وهو ضعيف، ولو صحّ فالقصة كانت في الفتح، وقصة منى في حجة الوداع، وكان لا بدّ من بيان ذلك لبعد العهد، ولا يخفى أن أصل البحث مبنيّ على تسليم أن المسافة التي بين مكة ومنى لا يُقصر فيها، وهو من محالّ الخلاف. انتهى (١).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الراجح عندي ما ذهب إليه مالك -رحمه اللَّه تعالى-، من أن القصر للنسك؛ لأن أحاديث الباب ظاهرة فيه، وسيأتي مزيد تحقيق لذلك في محله من "كتاب الحج"، إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٤٤٦ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ (٢): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ح وَأَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ, عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ, قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِمِنًى أَكْثَرَ مَا كَانَ النَّاسُ, وَآمَنَهُ رَكْعَتَيْنِ).

قال الجامع عما اللَّه تعالى عنه: هذا الحديث متفق عليه، وقد سبق تَمَّام البحث فيه في الذي قبله.

و"عمرو بن عليّ"، هو الفلاس، و"يحيى بن سعد" هو القطان، و"سفيان" هو الثوري. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٤٤٧ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, عَنْ بُكَيْرٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, أَنَّهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِمِنًى, وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ, وَعُمَرَ رَكْعَتَيْنِ, وَمَعَ عُثْمَانَ رَكْعَتَيْنِ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (قتيبة) بن سعيد المذكور قريبًا.

٢ - (الليث) بن سعد الإمام الحجة المصري [٧]، تقدم ٣١/ ٣٥.

٣ - (بُكير) بن عبد اللَّه بن الأشجّ المدني نزيل مصر، ثقة (٥) تقدم ١٣٥/ ٢١١.

٤ - (محمد بن عبد اللَّه بن أبي سليمان) المدني، صدوق [٥].


(١) "فتح" ٣/ ٢٧١.
(٢) وفي نسخة بإسقاط لفظة "قال".