٢ - (مالك) بن أنس إمام دار الهجرة الحجة المثبت [٧] ٧/ ٧.
٣ - (هشام بن عروة) أبو المنذر المدني، ثقة فقيه [٥] ٤٩/ ٦١.
والباقيان تقدما في السند السابق. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين من الزهريّ، وشيخه مروزيّ، والباقيان شاميّان. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ عَائِشَةَ) - رضي اللَّه تعالى عنها -، أنها (قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِالنَّاسِ) استُدلّ به على أنه - صلى اللَّه عليه وسلم -كان يُحافظ على الوضوء، فلهذالم يَحتَجْ إلى الوضوء في تلك الحال، وفيه نظر، لأن في السياق محذوفًا، وهو قوله:"فتوضأ"، ففي الرواية الآتية ١٣/ ١٤٨١ - من طريق أبي حفصة، عن عائشة:"لما كسفت الشمس على عهد رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، توضأ، وأمر، فنودي أن الصلاة جامعة … " الحديث، فدلّ على أنه توضأ، غاية الأمر ان الراوي اختصر في هذا الحديث ذكر الوضوء. واللَّه تعالى أعلم.
(فَقَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ) وفي الرواية المذكورة أن عائشة قالت: "فحسبت قرأ البقرة"، وفي حديث ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - عند البخاري:"فقرأ نحوًا من سور البقرة في الركعة الأولى"، وسيأتي نحوه للمصنف ١٧/ ١٤٩٧ - ونحوه لأبي داود، من طريق سليمان بن يسار، عن عروة، وزاد فيه، "أنه قرأ في القيام من الركعة الثانية نحوًا من آل عمران"(ثُمَّ رَكَعَ، فَاَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ (قال الحافظ: لم أر في شيء من الطرق ما قال فيه، إلا أن العلماء اتفقوا على أنه لا قراءة فيه، وإنما فيه الذكر، من تسبيح، وتكبير، ونحوهما (وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَسَجَدَ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ) الظاهر أن قولَه: "مثل ذلك" بدل من اسم الإشارة السابق (ثُمَّ انْصَرَفَ) أي سلّم من الصلاة، وفي الرواية الآتية ٢١/ ١٤٩٧ - من طريق عبد الرحمن بن نمر، عن الزهريّ:"ثُمّ تشهّد، ثُمَّ سلّم" (وَقَدْ