للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الكوفيين قطعٌ, لأنه جمع يمين عندهم. انتهى (١).

وقوله: "قَزَعَة من سحاب" بفتحتين: أي قطعة من غيم، قال أبو عبيد: وأكثر ما يكون ذلك في الخريف. وقال الفيّوميّ: القَزَعُ: القِطَعُ من السحاب المتفرّقة، الواحدة قَزَعَة، مثلُ قَصبٍ وقَصَبَة، قال الأزهريّ: وكل شيىء يكون قِطَعًا متفرقة فهو قَزَعٌ. انتهى.

وقوله: "أنشأت سحابة" أي خرجت سحابة. وقوله: "أمطرت" بالبناء للفاعل، والفاعل ضمير السحابة. وقوله: "تمطر" بالبناء للفاعل، وهو من أمطرت رباعيّا، ويحتمل أن يكون مطرف ثلاثيّا، كما تقدم. وقوله: "فتقشعت": أي أقلعت، وتصدّعت السحابة التي كانت تمطر.

وقوله: "وإنها لفي مثل الإكليل" الضمير للمدينة، والإكليل، وهو بكسر الهمزة، وسكون الكاف كل شيء دار بين جوانب الشيء، أي صارت حول المدينة كالدائرة حول الشيء، فصار كان المدينة في مثل الدائرة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٥١٨ - (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ: قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ, وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَائِمٌ يَخْطُبُ, فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَائِمًا, وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأَمْوَالُ, وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ, فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُغِيثَنَا,

فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَدَيْهِ, ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا, اللَّهُمَّ أَغِثْنَا» (٢) قَالَ أَنَسٌ: وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابَةٍ, وَلَا قَزَعَةٍ, وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ, وَلَا دَارٍ فَطَلَعَتْ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ, فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ, وَأَمْطَرَتْ, قَالَ أَنَسٌ: وَلَا وَاللَّهِ (٣) مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سَبْتًا (٤) , قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ, وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَائِمٌ يَخْطُبُ, فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْكَ - هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُمْسِكَهَا عَنَّا. فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَدَيْهِ, فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا (٥) وَلَا عَلَيْنَا, اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ, وَالظِّرَابِ, وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ, وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» , قَالَ: فَأَقْلَعَتْ, وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي


(١) "المصباح المنير" جـ٢ ص ٦٨٢.
(٢) وفي نسخة بدون تكرار "اللَّهم أغثنا".
(٣) وفي نسخة "فلا واللَّه".
(٤) وفي نسخة "ستًا"، وفي أخرى "سبعًا".
(٥) وفي نسخة "حولنا".