للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه من أفراده. (ومنها): أنه ما بين مكيين، وهما شيخه، وسفيان، وكوفيين، وهم الباقون، سوى عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -، فمدنيّة. (ومنها): أن فيه عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - من المكثرين السبعة، روت (٢٢١٠) أحاديث. واللَّه تعالى أعلم.

شرحِ الحديث

(عَنْ عَائِشَةَ) - رضي اللَّه تعالى عنها - (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - كَانَ إِذَا أُمْطِرَ) بالبناء للمفعول، وفي نسخة: "إذا مُطِرْنا"، وقد تقدّم أنه يقال: مَطَرَت السماءُ، وأمطرت، ثلاثيّا، ورباعيّا، في الرحمة، وأما في العذاب، فيقال: أمطرت بالألف لا غير، كما في قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} [النمل: ٥٨] , وقوله: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [الحجر: ٧٤] الآية (قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا) أي مطرًا مُنهمِرًا متدفْقًا، قاله في "اللسان"، وذكر البخاري في "صحيحه" أن ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - قال: "الصيّب": المطر، قال في "الفتح": وإليه ذهب الجمهور، وقال بعضهم: الصيّب السحاب، ولعله أطلق ذلك مجازًا (١).

ولفظ "الكبرى": "سَيْبًا" بالسين بدل الصاد، قال في "اللسان" السَّيْبُ: العطاء، قال: وفي حديث الاستسقاء: "واجعله سَيْبًا نافعًا"، أي عطاءً، ويجوز أن يريد مطرًا سائبًا، أي جاريًا انتهى.

(نَافِعًا) صفة لـ"صيّبًا"، احترز به عن الصيّب الضارّ.

وهذا الحديث من هذا الوجه مختصر، وقد ساقه المصنّف في "الكبرى" من طريق

الثوريّ، عن المقدام بن شُريح، عن عائشة - رضي اللَّه عنه -: كان رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - إذا رأى ناشئًا في أفق من آفاق السماء ترك عمده، وإن كان في صلاة، فإن كشفه اللَّه حَمَد اللَّه، وإن أَمطَرَت قال: "اللَّهم سيبا نافعًا".

ومن طريق يزيد بن المقدام، عن أبيه،: أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - كان إذا رأى سحابا مقبلاً من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه، وإن كان في الصلاة حتى يستقبله، فيقول: "اللَّهم إنا نعوذ بك من شرّ ما أرسل له"، فإن أمطر قال: "اللَّهم سيبا نافعًا، اللَّهمّ سيبا نافعًا"، وإن كشفه اللَّه، ولم يمطر حمد اللَّه على ذلك.


(١) "فتح" ج٣ ص ٢١٢ - ٢١٣.