للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قرأ، ثم كبّر، ثم ركع".

حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: ثنا ابن إدريس، عن كثير بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن جدّه، "أن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - كان يكبّر في العيدين في الأولى سبعًا، وفي الثانية خمسًا قبل القراءة". انتهى كلام ابن المنذر -رحمه اللَّه تعالى- بتصرف واختصار (١).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: أما حديث عبد اللَّه بن عمرو - رضي اللَّه عنه - المذكور فأخرجه أيضًا أبو داود، وابن ماجه، والدارقطني، وفي إسناده عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، قال عنه في "ت": صدوق يخطئ ويهم. لكن قال الحافظ في "التلخيص" بعد ذكر الحديث: صححه أحمد، وعلي -يعني ابن المديني-، والبخاريّ فيما حكاه الترمذيّ. انتهى.

والظاهر -كما قال بعض المحققين- أن تصحيحهم لشواهده، فقد وردت أحاديث تشهد له:

فمنها: حديث عائشة - رضي اللَّه عنها - عند أبي داود، والحاكم، والبيهقي، وفي سنده ابن لهيعة، لكن الراوي عنه عبد اللَّه بن وهب، فقد قال الحافظ عبد الغنيّ بن سعيد الأزدفي: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة، فهو صحيح: ابن المبارك، وابن وهب، وعبد اللَّه بن يزيد المقرئ انتهى، وزاد غيره عبد اللَّه بن مسلمة القعني، وقد نظمت ذلك بقولي:

ابْنُ لَهِيعةَ ضَعِيفٌ غَيْرَ مَا … رَوَى الْعَبَادِلَةُ عَنْهُ فَاعْلَمَا

أَبْنَاءُ وَهْبٍ وَيَزِيدَ مَسْلَمَهْ … وَابْنُ الْمُبَارَكِ حَلِيفُو الْمَكرَمَهْ

والحاصل أن الحديث صحيح، ولا سيما وحديث الباب يقوّيه. واللَّه تعالى أعلم.

ومنها: عن عبد الرحمن سعد بن عمّار بن سعد مؤذّن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - عن أبيه، عن جدّه، "أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - كان يكبّر في العيدين، في الأولى سبعًا قبل القراءة، وفي الآخرة خمسا قبل القراءة". أخرجه ابن ماجه، والحاكم، والبيهقي. وفي سنده ضعف، واختلاف.

ومنها: عن ابن عمر - رضي اللَّه عنه - عند الطحاويّ، والدارقطني، وفيه الفرج بن فَضَالة، وهو ضعيف. ومنها: عن عليّ - رضي اللَّه عنه -، رواه الضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو".

ومنها: حديث كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، "أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - كبّر في العيدين، في الأولى سبعًا قبل القراءة، وفي الآخرة خمسًا قبل القراءة".


(١) - "الأوسط" ج ٤ ص ٢٧٣ - ٢٧٩.