أشجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن عليّ بن كنانة. روى عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، وعن أبي بكر، وعمر - رضي اللَّه عنه -. وعنه ابناه عبد الملك، وواقد، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، وأبو مرّة مولى عَقيل بن أبي طالب، وعطاء ابن يسار، وغيرهم. قيل: إنه شهد بدرًا، قال الواقديّ: توفّي سنة (٦٨) وهو ابن (٦٥) وفيها أرّخه يحيى بن بُكير، وابن نُمير، وغير واحد، زاد ابن بُكير: وسنّه (٧٠) سنة، وقال غيرهم: وهو ابن (٧٥) سنة، وقال البخاريّ، وابن حبّان: شهد بدرًا، وقال ابن عبد البرّ: قيل: إنه شهد بدرًا، وتوفي، وسنه (٨٥) سنة، وقال الباورديّ في "الصحابة": شهد بدرًا، ثم صفّين، ومات، وله (٨٧) سنة. انتهى. وصحح في "ت" أنه مات سنة (٦٨) وهو ابن (٨٥) سنة. أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب هذا الحديث فقط. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فمن افراده. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، وشيخ شيخه، فمكيّان. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ. (ومنها): أن فيه عبيد اللَّه من الفقهاء السبعة. (ومنها): أن صحابيّه من المقلّين من الرواية, فليس له في الكتب الستة إلا خمسة أحاديث. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) بن عتبة، أنه (قَالَ:) قال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذا الحديث غير متصل, لأن عبيد اللَّه لا سماع له من عمر، وقد وصله مسلم من طريق فُليح، عن ضمرة ابن سعيد، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي واقد الليثيّ، قال: سألني عمر، فذكره انتهى. وسيأتىِ تمام الكلام عليه قريبا إن شاء اللَّه تعالى (خَرَجَ عُمَرُ) بن الخطّاب (- رضي اللَّه عنه - يَوْمَ عِيدٍ، فَسَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثيَّ، بِأَيّ شَيْءٍ كَانَ النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقْرَأ فِي هَذَا الْيَوْم؟) ولفظ "مسلم" من طريق مالك، عن ضمرة بن سعيد: أن عمر بن الخطاب سألَ أبا واقد الليثي ما كان يقرأ به رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - في الأضحى والفطر؟، فقال: كان يقرأ فيهما بقاف والقرآن المجيد"، و"اقتربت الساعة"، "وانشقّ القمر".
قال الباجيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: يحتمل أن يسأله على معنى الاختبار، أو نسي، فأراد أن يتذكّر. وقال النووي -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قالوا: يحتمل أنه شكّ في ذلك، فاستثبته، أو أراد إعلام الناس بذلك، أو نحو هذا من المفاسد، قالوا: ويبعد أن عمر لم يعلم ذلك مع شهود صلاة