٢ - (الوليد) بن مسلم الدمشقي، ثقة يدلّس، ويسوّي [٨] ٥/ ٤٥٤.
٣ - (الأوزاعيّ) عبد الرحمن بن عمرو، أبو عمرو الدمشقيّ، ثقة ثبت فقيه [٧] ٤٥/ ٥٦.
والباقون تقدموا قريبًا، والحديث متفق عليه، وشرحه، والمسائل المتعلقة به ذُكرت في الباب الماضي، وباللَّه تعالى التوفيق.
وقولها: "فاقدروا" بضم الدال، وكسرها، لغتان، حكاهما الجوهري، وغيره، أي اعرفوا قدرها، وراعوا حالها. أو هو من التقدير، أي قدروا رغبتها في ذلك إلى أن يتنهي.
وحاصل معنى كلامها أنها تحبّ اللَّهو، والتفرج، والنظر إلى اللعب حبَّا بليغًا، وتحرص على إدامته ما أمكنها، ولا تَمَلّ ذلك، إلا بعذر من تطويل.
ولفظ مسلم: "فاقدروا قدرَ الجارية العَرِبَة حديثة السن". وقولها: "العربة" بفتح العين، وكسر الراء، والباء الموحّدة، ومعناها المشتهية للعب المحبّة له. (١) واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
١٥٩٦ - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى, قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ, وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ, فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ - رضي اللَّه عنه -, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «دَعْهُمْ يَا عُمَرُ, فَإِنَّمَا هُمْ بَنُو أَرْفِدَةَ».
رجال هذا الاسناد: ستة:
١ - (إسحاق بن موسى) بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن يزيد الأنصاريّ الخطمي، أبو موسى المدني، قاضي نيسابور، ثقة متقن [١٠].
روى عن ابن عيينة، والوليد بن مسلم، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم. وعنه مسلم، والترمذيّ، والنسائيّ، وابن ماجه، وابنه موسى بن إسحاق الحافظ القاضي، وابن خزيمة، وغيرهم.
قال ابن أبي حاتم: كان أبي يُطنِب القول فيه، في صدقه، وإتقانه. وقال النسائيّ: أصله كوفيّ، وكان في العَسْكَر، ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الخطيب: وَرَدَ بغداد، وحدّث بها، وكان ثقة. وقال ابن عساكر: ولي القضاء بنيسابور. وقال يحيى بن محمد الذّهليّ: هو من أهل السنة. قال البغويّ: مات سنة (٢٤٤) بحمص،
(١) - راجع "شرح مسلم" ج ٦ ص ١٨٥.