كان صلاة رمضان في البيت خيرًا منها في مسجده - صلى اللَّه عليه وسلم -، فكيف غيرها في مسجد آخر، نعم كثير من العلماء يرون أن صلاة رمضان في المسجد أفضل، وهذا يخالف هذا الحديث، لأن مورده صلاة رمضان، إلا أن يقال: صار أفضل، حين صار أداؤها في المسجد من شعار الإسلام، واللَّه تعالى أعلم انتهى (١).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: في كلامه الأخير نظر لا يخفى، ومتى صار أداؤها في المسجد شعار الإسلام؟ وقد قال عمر - رضي اللَّه عنه - بعد ما جمع الناس على إمام واحد:"نعمت البدعة هذه، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون". يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله. رواه البخاري.
والحاصل أن صلاة رمضان في البيت أفضل في كلّ زمن، على ظاهر حديث الباب. واللَّه تعالى أعلم (إِلا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ) أي المفروضة، وتقدّم أنه إنما حثهم على التنفّل في البيت، لكونه أخفى، وأبعد عن الرياء، ولتحصل البركة للبيت به، وتنزل الرحمة فيه، وينفر الشيطان .. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
المسألة الأولى: في درجته: حديث زيد بن ثابت - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا متفق عليه.
المسألة الثانية: في بيان مواضع ذكر المصنف له:
أخرجه هنا- ١/ ١٥٩٨ - وفي "الكبرى" ٢/ ١٢٩٢ - بالإسناد المذكور، وفي "الكبرى" ٢/ ١٢٩١ - عن عبدالله بن محمد بن تميم المصّيصيّ، عن حجاج الأعور، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن بُسر سعيد، عنه، ولم يذكر أبا النضر، واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الثالثة: فيمن أخرجه معه:
أخرجه (خ) ١/ ١٨٢ و ٨/ ٣٤ و ٩/ ١١٧ (م) ٢/ ١٨٨ (د) ١٤٤٧ و ١٠٤٤ (ت) ٤٥٠ (أحمد) ٥/ ١٨٢ و ٥/ ١٨٣ و ٥/ ١٨٤ و ٥/ ١٨٦ و ٥/ ١٨٧ (عبد بن حميد) ٢٥٠ (الدارمي) ١٣٧٣ (ابن خزيمة) ١٢٠٣ و ١٢٠٤ واللَّه تعالى أعلم.
المسألة الرابعة: في فوائده:
منها: ما بوّب له المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو الحثّ على الصلاة في البيوت، وبيان فضل ذلك، ووجهه أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - فَضَّلَ الصلاة في البيت على الصلاة في مسجده، مع