للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

زيادة "وكَرِهَ ذلك، حتى عُرِفت الكراهة في وجهه" (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٦٤٣ - أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى, عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, دَخَلَ الْمَسْجِدَ, فَرَأَى حَبْلاً مَمْدُودًا, بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ, فَقَالَ: «مَا هَذَا الْحَبْلُ؟». فَقَالُوا: لِزَيْنَبَ, تُصَلِّى, فَإِذَا فَتَرَتْ, تَعَلَّقَتْ بِهِ, فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «حُلُّوهُ, لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ, فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ».

رجال هذا الإسناد: أربعة:

١ - (عمران بن موسى) القَزّاز الليثي، أبو عمرو البصريّ، صدوق [١٠] ٦/ ٦.

٢ - (عبد الوارث بن سعيد) العنبريّ مولاهم البصريّ، ثقة ثبت [٨] ٦/ ٦.

٣ - (عبد العزيز) بن صُهيب البُنَانيّ البصريّ، ثقة [٤] ١٨/ ١٩.

٤ - (أنس بن مالك) الأنصاريّ - رضي اللَّه تعالى عنه - ٥/ ٥ واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من رباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو (١٠١) من رباعيّات الكتاب. (ومنها). أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فمن رجال الأربعة، سوى أبي داود. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين. (ومنها): أن فيه أنسًا - رضي اللَّه تعالى - عنه من المكثرين السبعة، روت (٢٢٨٦) حديثًا. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) - رضي اللَّه تعالى عنه - (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَرَأَى حَبلاً مَمْدُودًا، بَيْنَ سَارِيتَيْن) أي اللتين في جانب المسجد، ولفظ البخاري "بين الساريتين" بالتعريف، وكأنهما كانتا معهودتين للمخاطب (فَقَالَ: مَا هَذَا الْحَبْلُ؟) أي ما فائدة مدّه بين السارتين؟ (فَقَالُوا) وفي نسخة "قالوا" (لِزَيْنَبَ) - رضي اللَّه عنها -.

قال الحافظ -رحمه اللَّه تعالى-: جزم كثير من الشرّاح، تبعًا للخطيب في "مبهماته" بأنها بنت جحش، أم المؤمنين - رضي اللَّه عنها -، ولم أر ذلك في شيء من الطرق صريحًا. ووقع في شرح الشيخ سراج الدين ابن الملقّن أن ابن أبي شيبة رواه كذلك، لكنّي لم أر في "مسنده"، و"مصنّفه" زيادة على قوله: "قالوا: لزينب". أخرجه عن إسماعيل ابن عُليّة، عن عبد العزيز، وكذا أخرجه مسلم عنه، وأبو نُعيم في "المستخرج" من طريقه،


(١) - انظر "شرح النووي" ج ٦ ص ٧٣.