للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفتوحات، فلما فتح عليه، قال: "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن تُوفي، وعليه دين، فعلي قضاؤه، ومن ترك مالاً، فهو لورثته"، وسيأتي هذا في حديث أبي هريرة - رضي اللَّه تعالى عنه - الآتي. ومنها: أنه يدلّ على صعوبة أمر الدين، وأنه لا ينبغي تحمّله إلا عند الضرورة. ومنها: فضل أبي قتادة - رضي اللَّه عنه -، حيث بادر بتخليص ذمة أخيه المسلم، حتى يَنال فضلَ صلاة النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - عليه.

ومنها: جواز ضمان ما على الميت، من الديون، وإن لم يترك وفاء، وهو قول الجمهور، خلافًا لأبي حنيفة، وقد بالغ الحاويّ في نصرة قول الجمهور. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٩٦١ - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ -يَعْنِي ابْنَ الأَكْوَعِ- قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِجَنَازَةٍ, فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ صَلِّ عَلَيْهَا, قَالَ: «هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا؟» , قَالُوا: نَعَمْ, قَالَ: «هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟». قَالُوا: لَا, قَالَ: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ» , قَالَ رَجُلٌ, مِنَ الأَنْصَارِ, يُقَالُ لَهُ: أَبُو قَتَادَةَ, صَلِّ عَلَيْهِ, وَعَلَيَّ دَيْنُهُ, فَصَلَّى عَلَيْهِ.

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (عمرو بن عليّ) الفلاّس الصيرفيّ البصريّ، ثقة حافظ [١٠] ٤/ ٤.

٢ - (محمد بن المثنى) الْعَنَزيّ البصريّ، ثقة حافظ [١٠] ٦٤/ ٨٠.

٣ - (يحيى) القطّان المذكور في الباب الماضي.

٤ - (يزيد بن أبي عُبيد) الحجازيّ، أبو خالد الأسلميّ، مولى سلمة بن الأكوع، ثقة [٤].

وثّقه ابن معين، وأبو داود. وقال العجليّ: حجازيّ تابعيّ ثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات". وقال ابن سعد: توفّي بعد خروج محمد -يعني عبد اللَّه- بسنتين، أو ثلاث، وكان ثقة كثير الحديث. وقال الواقديّ: مات قبل خروج محمد بن عبد اللَّه. وقال أبو بكر بن منجويه: مات سنة (٦) أو (١٤٧). روى له الجماعة، وله عند المصنف في هذا الكتابستة أحاديث برقم ١٩٦١ و ٢٣١٦ و ٢٣٢١ و ٢٥٣٧ و ٤١٦١ و ٤١٨٨.

٥ - (سلمة بن الأكوع) هو: ابن عمرو بن الأكوع، نُسب لجدّه، الأسلميُّ، أبو مسلم، أو أبو إياس، شهد بيعة الرضوان، مات - رضي اللَّه عنه - سنة (٦٤) تقدم ١٥/ ٧٦٥. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من رباعيات المصنف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-، وهو (١١٧) من رباعيات